خوجة: السعودية حريصة على عدم التدخل في شؤون أحد

أكد أن لا اتفاق مع أي دولة على حساب لبنان

خوجة أثناء لقائه السنيورة في السراي الحكومي في بيروت (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

شدد وزير الإعلام السعودي د. عبد العزيز خوجة، على حرص المملكة العربية السعودية على «عدم التدخل في شؤون أحد»، مؤكدا أنه «لن يكون ثمة اتفاق مع أي دولة أخرى على حساب لبنان الذي تهمنا سيادته واستقراره». وأعلن أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «كان وسيبقى حريصا على وحدة لبنان» وأنه كان يوجهه دائما ليكون «على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين». ومن جهته، أشاد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بدور المملكة العربية السعودية لدعمها لبنان، مثنيا على الدور الذي قام به الوزير خوجة بوقوفه إلى جانب لبنان «في الظروف والأيام الصعبة، حاملا لواء الدعوة إلى وحدة اللبنانيين دائما».

وكان الوزير خوجة التقى السنيورة في السرايا الحكومية في زيارة وداعية لمناسبة مغادرته لبنان نهائيا. وقد شدد على «أن الأيام والسنوات التي قضيتها في لبنان كانت أمتع سنوات عمري. وكنت أعمل برغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان حريصا جدا على وحدة لبنان واستقراره وازدهاره. وكان دائما يوجهني بأن أكون على مسافة واحدة من الجميع. وأنا كنت مخلصا للبنان ودعمه. كان حرصنا شديدا جدا على السلم الأهلي وبناء هذا السلم في هذا البلد العزيز. كان الملك عبد الله يقدِّر أن لبنان يجب أن يكون بهذه التعددية الثقافية الجميلة المتفردة في الواقع في هذا العالم. وكان يعتقد أن لبنان يمثل الرسالة ليس فقط للعالم العربي، إنما لكل الإنسانية ولكل العالم. وأعتقد أن لبنان إذا بقي على حاله في هذه التعددية الثقافية الجميلة والوحدة المتماسكة، فيمكنه أن يكون أنموذجا للحياة الإنسانية على هذا الكوكب الأرضي، وفي العالم العربي بالذات».

وردا على سؤال عما يحكى عن اتفاق سعودي ـ سوري على عدم التدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية، أفاد خوجة أن «المملكة العربية السعودية في سياستها الثابتة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأحد. وموضوع الانتخابات هو موضوع داخلي في لبنان. نحن لا نتدخل فيه على الإطلاق ولم نتدخل فيه سابقا، ولن نتدخل فيه مستقبلا. هذا أمر سيادي لبناني ويخص اللبنانيين فقط. وهم الذين يقررون ويرسمون. وليس هناك من اتفاق مع أيٍ كان في أي صورة من الصور. اللبنانيون هم أدرى بما يفعلون وأعلم بمصالحهم الخاصة. نحن لنا الأمنيات لهم ونتمنى لهم الخير. وأن تتم التجربة (الانتخابات) المقبلة من دون أي أحداث. وما يهمنا أن يكون هناك استقرار في لبنان».

وعما إذا كانت المملكة طلبت من السوريين أي شيء محدد بخصوص لبنان، أوضح أن «أي شيء بين المملكة وسورية ليس له أي دخل في لبنان، فلبنان له وضعه الخاص وهو دولة مستقلة. ولا يمكن أن يكون هناك أي اتفاق مع دولة أخرى على حساب لبنان بأي صورة من الصور. وللبنان سيادته واستقلاله وهو دولة مستقلة، ومن العيب أن يتدخل أحد في شؤون أي أحد».

وعن دور المملكة في التقارب العربي ـ العربي على أبواب القمة العربية، أكد خوجة أن «ما قام به خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر الكويت الاقتصادي العربي، هو هذا الاتجاه، والدعوة إلى اللحمة والصفاء والتقارب وإلى الجلوس والحوار بصفاء ووضوح. ونحن كل ما نحتاجه كدول هو أن نبقى متماسكين ونواجه الاضطراب العالمي الاقتصادي والسياسي أو أي شيء آخر».

أما الرئيس السنيورة فقال إن الوزير خوجة «كان وسيبقى حاملا لواء لبنان وأخوة لبنان للمملكة العربية السعودية. وأن اللبنانيين يقدِّرون مواقفه الكبيرة التي وقفها إلى جانبهم في الظروف والأيام الصعبة. وكان حامل لواء وحدتهم والساعي إلى مساعدتهم من دون استثناء، وحامل رسالة المملكة الداعية إلى التوفيق بين اللبنانيين ووحدتهم في وجه المصاعب التي كان ولا يزال يمر بها لبنان». وأضاف أن «المملكة دائما تحض اللبنانيين على الوحدة، وتقف إلى جانبهم، وتقدم كل المساعدات. ونحن نرى بأم العين كل يوم ما تقوم به من أجل مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه. ونحن نؤكد هذا الدور البناء الكبير الذي وقفه عبد العزيز خوجة بقلبه وإحساسه، والذي أذكر له كلمة طيبة قالها منذ يومين حول مدى تقديره للبنان، وهي حض اللبنانيين على حماية بلدهم بأشفار العين وبأهدابها».

وردا على سؤال، أكد السنيورة أن الوزير خوجة «كان دائما يدعو إلى التعاون ونبذ الخلافات. وهو عمل بهذا المسار وكان ناجحا، والحمد لله، ومقبولا من الجميع، لأنه كان دائما يأخذ الدور الذي تختطه المملكة بأن تكون إلى جانب لبنان وكل اللبنانيين، وبعيدا عن الدخول في الأزقة والزواريب اللبنانية، ويبقى دائما على الخط الواسع الحاض على أن يبقى لبنان موحدا وبلدا عربيا يقوم بدوره كدولة مستقلة. وكانت المملكة تقف دائما إلى جانب الدولة اللبنانية من أجل أن تكون الدولة صاحبة السلطة في لبنان».