الرئيس السوري يبحث مع العاهل الأردني بلورة موقف عربي موحد لمواجهة التحديات قبيل قمة الدوحة

البحث شمل القضايا العالقة وضبط الحدود ومنع التهريب وتخزين المياه في سد الوحدة

صورة وزعتها وكالة الأنباء السورية الرسمية تظهر الرئيس السوري في لقائه مع العاهل الأردني في عمان أمس (أ.ف.ب)
TT

قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد تهدف إلى التنسيق والتشاور في القضايا العربية، وتعزيز الجهود العربية لإحياء التضامن العربي إزاء التحديات التي تواجه المنطقة، إضافة إلى بلورة المواقف إزاء عملية السلام، في إطار الحل الشامل للقضية الفلسطينية باعتبارها «قضية العرب المركزية».

وأضاف جودة أنه جرى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن القضايا العالقة بين البلدين، مؤكدا أن هناك لجانا أردنية سورية مشتركة تجتمع بشكل دوري لتعزيز التعاون الثنائي.

ويرى المراقبون أن زيارة الرئيس الأسد لعمّان أمس ولقاءه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تكتسب أهمية خاصة؛ كونها تأتي قبيل القمة العربية المقرر انعقادها في الدوحة أواخر الشهر الحالي، بالإضافة إلى أن الزيارة تناقش ملفات سياسية عربية وإقليمية وأخرى ثنائية، كما أنها توثق علاقات البلدين الجارين وتمنحها زخما، فضلا عن تبديد غيوم كانت شابت تصورات البلدين لبعض الأحداث السياسية في المنطقة.

وتعد زيارة الرئيس الأسد الأولى للأردن بعد خمس سنوات، وكانت هذه الزيارة قد تأجلت غير مرة خلال الأشهر الماضية؛ نظرا «لأسباب لوجستية» ولانشغالات الزعيمين، بحسب مصدر رسمي.

وأشارت مصادر أردنية إلى أن الجانب الأردني طلب من الرئيس السوري المساعدة بتخزين المياه في سد الوحدة الذي دشنه في زيارته الأخيرة قبل خمس سنوات، ولم يستطع الأردن تخرين أكثر من 17 مليون متر مكعب من أصل سعته الكلية، 100 مليون متر مكعب، خصوصا أن سورية تقيم عشرات السدود على نهر اليرموك لمنع تدفق المياه باتجاه بحيرة طبرية. وأضافت المصادر أن الجانبين بحثا إقامة مركز حدود في المناطق الشرقية للتسهيل على سكان المنطقة، خصوصا أن تلك المناطق لها امتداد ديمغرافي بين البلدين. وأشارت المصادر إلى أنه جرى بحث عملية ضبط الحدود الأردنية السورية ومنع تهريب المخدرات والأسلحة، إضافة إلى التسريع في ترسيم الحدود بين الجانبين في عدة مناطق، أهمها منطقة جابر الأردنية ونصيب السورية. وحسب بيان للديوان الملكي الأردني فإن المباحثات ركزت على آليات تفعيل التعاون الثنائي والجهود المبذولة لتعزيز التضامن العربي، وبلورة موقف عربي موحد للتعامل مع القضايا الإقليمية ومواجهة التحديات المشتركة. وشدد الزعيمان، اللذان عقدا اجتماعا ثنائيا تبعته محادثات موسعة، على ضرورة تنقية الأجواء العربية وتعزيز التضامن العربي على أسس فاعلة تخدم المصالح العربية، وتعزز قدرة الدول العربية على مواجهة التحديات. وأطلع الرئيس السوري العاهل الأردني على نتائج القمة الرباعية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الحادي عشر من الشهر الحالي بحضور قادة مصر وسورية والكويت. وأكد الجانبان على أهمية تحقيق التوافق الفلسطيني الذي تفرضه المصلحة الوطنية الفلسطينية، من أجل توظيف جميع الجهود والطاقات لتلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة، خصوصا حقهم في إقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.

وبحث الزعيمان الخطوات المطلوبة لتحقيق السلام الشامل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس تلبية الحقوق العربية كافة، وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

وتطرقت المباحثات، التي تخللتها مأدبة غداء أقامها الملك عبد الله الثاني على شرف الرئيس السوري، إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعامل معها وفق رؤى وبرامج قادرة على خدمة القضايا العربية في ضوء ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية من تطورات.

وحضر المباحثات رئيس الوزراء نادر الذهبي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي، ومستشار الملك أيمن الصفدي، ووزير الخارجية ناصر جودة، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم.

وكان الملك عبد الله الثاني في مقدمة مودعي الرئيس السوري بشار الأسد في مطار ماركا، بعد أن أنهى زيارته للأردن، حيث حيّتهما ثلة من حرس الشرف.