منظمات إسرائيلية تدعو إلى تحقيق مستقل في تجاوزات الجيش في غزة

اعترافات جندي إسرائيلي: الحاخامين دفعوا باتجاه حرب دينية

TT

طالبت منظمات إسرائيلية مدافعة عن حقوق الإنسان بإجراء «تحقيق مستقل» في «جرائم الحرب» التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة إثر إفادات جديدة لجنود إسرائيليين أشارت إلى إطلاق نار على مدنيين.

واعتبرت 10 منظمات وجمعية الحقوق المدنية في بيانات أن قرار المدعي العام العسكري فتح تحقيقين بخصوص مقتل مدنيين فلسطينيين لا يوفر الضمانات بالموضوعية اللازمة.

وفي رسالة موجهة إلى مدعي عام الدولة مناحيم مزوز قالت إن «رفض الحكومة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة يشكل انتهاكا للمسؤوليات الإسرائيلية حيال القانون الدولي». وقالت الناطقة باسم بتسيلم ساريت ميكايلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «عدم اتخاذ قرار بفتح تحقيق إلا بعد 3 أسابيع من إبلاغ القضاء بالوقائع وبعد نشرها في الصحافة مباشرة، يخلف شكوكا حول الرغبة في ملاحقة المسؤولين».

من جهتها اعتبرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الجيش «أدرك الأمر في وقت متأخر جدا». وبحسب إفادات جنود شاركوا في المعارك فإن جنودا إسرائيليين قاموا بقتل مدنيين فلسطينيين عزل خلال الهجوم على قطاع غزة في نهاية ديسمبر(كانون الأول) ومنتصف يناير(كانون الثاني). ونشر هؤلاء الجنود المتخرجون من كلية اسحق رابين الحربية، رواياتهم عن الأحداث في النشرة الإخبارية الصادرة عن هذه المؤسسة.

وعلق مدير الكلية داني زامير في تصريح للإذاعة العامة قائلا «إنها شهادات قاسية جدا حول إطلاق نار غير مبرر استهدف مدنيين، وتدمير ممتلكات، ما يعكس أجواء يظن فيها الفرد أن بإمكانه استخدام القوة من دون أي رادع ضد الفلسطينيين». وأعلن الجيش في بادىء الأمر أنه ليس على علم بالوقائع التي تم سردها، ثم أعلن انه سيتم فتح تحقيق.

وأوقع الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ضد حركة حماس المسيطرة عليه أكثر من 1300 قتيل و5 آلاف جريح فلسطيني، وفق حصيلة من الأجهزة الطبية الفلسطينية. وبين القتلى 437 طفلا عمرهم أقل من 16 عاما، و110 نساء و123 مسنا فضلا عن 14 طبيبا و4 صحافيين.

من جهة أخرى، قال قائد عسكري إسرائيلي إن حاخامين في الجيش أبلغوا القوات المقاتلة في الهجوم على غزة في يناير (كانون الثاني) أنهم يخوضون «حربا دينية» ضد غير اليهود، حسب ما نقلته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس و«رويترز».

وأضاف القائد «رسالتهم كانت واضحة للغاية. نحن الشعب اليهودي جئنا إلى هذه الأرض بمعجزة وأعادنا الله إلى هذه الأرض ونحتاج الآن لأن نقاتل حتى نطرد الأغيار الذين يتدخلون في فتحنا لهذه الأرض المقدسة».

ونشرت التقرير الذي جاء على لسان رام وهو اسم مستعار لإخفاء هوية الجندي لصحيفة «هآرتس» ذات الاتجاه اليساري في اليوم الثاني من تقارير هزت الجيش الإسرائيلي.

وتسربت التصريحات من اجتماع عقد في 13 فبراير (شباط) لأفراد القوات المسلحة للحديث عن خبراتهم خلال الصراع في غزة. وتحدث بعض المحاربين القدامى وهم خريجو أكاديمية عسكرية تابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية عن مقتل مدنيين وانطباعهم بأن ازدراء شديدا للفلسطينيين يسود صفوف القوات الإسرائيلية. وأكد رئيس الأكاديمية داني زامير أن التقارير التي نشرت أول من أمس صحيحة. وفي مقتطفات مطولة في عدد نهاية الأسبوع أمس نقلت الصحيفة عن رام قوله أن انطباعه عن العملية التي استمرت 22 يوما كان «الشعور بأنها مهمة تكاد تكون دينية».

وأضاف أن ذلك بدأ عندما جمع سارجنت متدين في وحدته «فصيلة كاملة من الجند ورأس الصلاة من أجل أولئك الذين سيخوضون المعركة»، وتابع حدثه قائلا «وكذلك عندما كنا في الداخل أرسلوا إلينا تلك الكتيبات المليئة بالمزامير.. إنني أتذكر المنزل الذي كنت أقيم فيه لمدة أسبوع كان بإمكاننا أن نملأ غرفه بالمزامير التي أرسلوها».

وشعر الضابط بأنه كان هناك «فجوة ضخمة بين ما أرسلته إدارة التعليم بالجيش وبين ما أرسلته حاخامية قوات الدفاع الإسرائيلية. وأضاف أن إدارة التعليم وزعت منشورات حول تاريخ قتال إسرائيل في غزة من عام 1948 حتى الوقت الحالي. غير أن رسالة الحاخامية نقلت للكثير من الجنود الشعور بأن «تلك العملية هي حرب دينية».

وتحدث قائد فرقة من لواء جيفات الذي ينتمي إليه رام يدعى افيف عن بواعث قلقه بشأن أوامر تحطيم الأبواب بعربات مدرعة وإطلاق النار على أي شخص في الداخل. وجرى تعديل القرار في وقت لاحق ليشمل «استخدام مكبرات صوت» حتى يتسنى للقوات المتقدمة أن تبلغ السكان أن لديهم 5 دقائق لكي يخرجوا أو يقتلوا.