الاتحاد الأفريقي يعلق عضوية مدغشقر.. وواشنطن تقطع مساعدات بالملايين عنها

قلق دولي من انتقال السلطة إلى المعارضة.. وأوروبا تسمي ما حصل بالانقلاب

TT

أعلن الاتحاد الافريقي أمس تعليق عضوية مدغشقر اعتراضا على انتقال السلطة في البلاد الى المعارضة من دون تنظيم انتخابات. وقال برونو نونجوما زيدويمبا سفير بوركينا فاسو لدى الاتحاد الافريقي، ورئيس مجلس السلم والامن بالاتحاد: «يرى المجلس ان ما حدث في مدغشقر يدخل في اطار تغيير غير دستوري للحكومة.. لذلك قرر المجلس تعليق مشاركة مدغشقر في هيئات الاتحاد الافريقي». وقال زيدويمبا إن أمام مدغشقر ستة شهور لتنظيم انتخابات أو مواجهة عقوبات بحق قادتها.

وكان رئيس البلاد المنتخب شرعيا، مارك رافالومانانا، قد استقال من الرئاسة في مدغشقر يوم الثلاثاء الماضي، بعد شهور من احتجاجات في الشوارع، وسلم السلطة إلى الجيش الذي سلمها بدوره إلى زعيم المعارضة الشاب أندريه راجولينا الذي أقرته المحكمة العليا في البلاد رئيسا مؤقتا يوم الأربعاء الماضي. وامتد القلق من انتقال السلطة من دون تنظيم انتخابات، الى خارج القارة الافريقية، اذ اعلنت واشنطن أمس تعليق مساعدتها التي تقدر بملايين الدولارات سنويا لهذه الجزيرة، وسمت ما حصل بـ«الانقلاب» وقالت انها تراجع علاقتها مع مدغشقر. ووصفت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي أول أمس وصول اندري راجولينا الى السلطة في مدغشقر بانه «انقلاب عسكري». وقال وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزينبيرغ خلال مؤتمر صحافي في اليوم الاول من القمة الاوروبية في بروكسل: «وقع انقلاب عسكري والامر لم يكن انتخابا ديموقراطيا». واضاف: «حتى الان، سوف نتبنى مقاربة حذرة وسوف نرى كيف ستتطور الاشياء». وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس ظروف وصول راجولينا الى رأس السلطة في مدغشقر بـ«الانقلاب» داعيا الى تنظيم انتخابات ديموقراطية «في اسرع وقت ممكن». وقال في مؤتمر صحافي في بروكسل في ختام قمة اوروبية ردا على سؤال حول ما اذا كان يشاطر الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي رأيها لجهة اعتبار ما حصل في مدغشقر انقلابا، «بالتأكيد انه كذلك، انه انقلاب». واضاف: «آسف بشدة لتطور الاوضاع في مدغشقر، ادعو الى انتخابات في اسرع وقت ممكن لانها الطريقة الوحيدة للخروج من البلبلة». وحذر الرئيس الفرنسي النظام الجديد في مدغشقر برئاسة اندري راجولينا من مغبة التعرض لسلامة الرئيس السابق، مؤكدا ان رافالومانانا «يجب ان يحاكم اذا دعت الحاجة».

كذلك أدانت امس الحكومة الألمانية بشدة الطريقة التي تم بها انتقال السلطة في مدغشقر، ووصف المتحدث باسم الخارجية الالمانية ينز بلوتنر انتقال السلطة في مدغشقر بأنه تم «تحت ضغط الشارع» وليس وفقا للقواعد الديمقراطية. وشدد المتحدث في تصريحاته التي أدلى بها امس، على أهمية العودة إلى النظام الديمقراطي بسرعة شديدة في مدغشقر. ووصف خطوات القيادة الجديدة بحل البرلمان بأنها «خطوات أخرى في الاتجاه الخاطئ».