عراقيون: حصلنا على الديمقراطية.. وآخرون: بلدنا تدمر

ذكرى الغزو السادسة تمر وسط جدل عراقي حول جدواها

TT

بعد مرور ست سنوات على الاجتياح الأميركي للعراق، ما زالت منى عبد الكريم تعتبر أن العشرين من مارس (آذار) 2003 «أسوأ يوم وأتعس ذكرى» في حياتها.

وتقول منى التي ترتدي حجابا وتفضل مناداتها بـ«أم ميس» بتوتر، «كنت مع زوجي وأولادي في المنزل حين بدا القصف، ولم يكن هناك بث تلفزيوني أو إذاعي وكان الطقس سيئا». وتضيف، «كان حالنا أفضل قبل الاحتلال كنا نعيش في ظل أمن». وتابعت زوجة الضابط المتقاعد، «دمر جزء كبير من منزلنا في حي الجهاد (غرب) جراء قصف قوات الاحتلال».

وقد بدأ الاجتياح بقصف جوي وصاروخي عنيف في العشرين من مارس (آذار)2003، في اليوم الأول من العملية التي شارك فيها أكثر من 140 ألف عسكري أميركي و23 ألفا من 40 دولة أخرى أبرزها بريطانيا. وقالت المرأة الأربعينية، بينما كانت تتبضع في حي المنصور الراقي، غرب بغداد، إن «الاحتلال تسبب في الفوضى ثم أعمال العنف الطائفي التي أسفرت عن هرب زوج ابنتي، وهو طبيب بعد تلقيه تهديدات من مجهولين». من جهته، قال علي جعفر الأربعيني صاحب محل للمجوهرات في حي المنصور، إن الاجتياح أدى إلى «انبثاق الحرية كما أن الديمقراطية تحققت بشكل كبير». وأضاف جعفر الذي فقد عددا من أصدقائه في أعمال العنف الطائفي، إن «ثمن الحرية يستحق تقديم أرواحنا، استطيع اليوم أن اشتم أي مسؤول في البلاد في ظل حرية كاملة». وأشار إلى أن «الشارع حيث اعمل منذ عشرين عاما كان خاليا تماما معظم الأوقات، كما كانت المحلات التجارية مغلقة خلال العامين 2006 و2007».

ويرى جعفر وهو من الكاظمية (شمال بغداد) أن «العراق بحاجة إلى سنتين إضافيتين ليتحقق الاستقرار والأمن بشكل تام». ونقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية عن علي كريم (35 عاما) من مدينة الصدر (شرق) والأب لطفلين قوله، إن «أحلامنا الوردية لم تتحقق، بل على العكس تبخرت أمام صعوبات الحياة وقلة العمل والخدمات». لكن كريم الذي كان عسكريا أثناء الاجتياح ويعمل في احد فنادق بغداد حاليا، قال «إذا عملنا بجد ونزاهة سنحتاج إلى خمس سنوات على الأقل لتحقيق طموحاتنا». وفي كركوك (شمال) المحافظة الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان، قال راكان خلف المهندس الزراعي الخمسيني وصاحب مزرعة، إن «ذكرى اجتياح العراق هي الأشد مرارة في حياتي».

وخلف لديه شقيقان معتقلان لدى القوات الأميركية. كما اضطرته الظروف الأمنية إلى التخلي عن مزرعته في نواحي كركوك. لكنه أضاف، أن «الاحتلال بات أمرا واقعا يجب التعايش معه»، معتبرا أن على العراقيين «العمل مع الأميركيين لتحقيق وحدة البلاد والاستفادة من قوتهم ليعود العراق قويا موحدا».