قائد القوات الأميركية في الموصل: العنف لم يهزم.. بل انحسر

الكولونيل فوليسكي: لدى «القاعدة» القدرة على التجدد ويتعين على العراقيين وقف دعمهم لها

TT

قال ضابط أميركي رفيع، إن العنف تراجع في الموصل، لكن لم يهزم، الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات في واشنطن في حين تستعد القوات الأميركية للانسحاب في وقت قريب.

وتنص الاتفاقية الموقعة العام الماضي بين بغداد وواشنطن على انسحاب الجيش الاميركي من المدن بحلول أواخر يونيو (حزيران) المقبل، وهذا الموعد يمنح القليل من الوقت لقائد القوات الأميركية في محافظة نينوى للانتهاء من محاربة المتمردين.

وأضاف الكولونيل غاري فوليسكي «أقول لرجالي إن غدا يعني يوما أقل». وتابع بينما كان وراء مكتبه في الموصل، كبرى مدن محافظة نينوى، «لا يمكن أن نضيع يوما واحدا».

وقال فوليسكي، قائد الفوج الثالث من فرقة الفرسان الأولى والمسؤول عن خمسة آلاف جندي في شمال العراق «لسنا متأكدين مما سيحدث بعد الثلاثين من يونيو (حزيران)، الأمر يعود لكبار المسؤولين لاتخاذ القرار».

ويقول تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تصريحات القائد الأميركي تتزامن مع تجاهل السلطات العراقية والجيش الأميركي الذكرى السنوية السادسة للاجتياح الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث. وأضاف «ما لا يمكن احتماله، هو انعدام الاتصال مع بعضنا بعضا» في إشارة إلى التعاون بين الجيشين لكي يتولى العراق زمام الأمور بدعم من الولايات المتحدة.

وقال الضابط «إذا كنا سنخرج (من المدينة)، فعلى الأقل يجب أن أكون قادرا على إقامة روابط مع الأخوة من قوات الأمن العراقية».

وقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أواخر فبراير (شباط) وضع حد للعمليات القتالية في العراق بحلول أغسطس (آب) 2010، قبل الانسحاب بشكل كامل نهاية عام 2011. وعلى الرغم من تكرار العمليات الأمنية في الموصل، فإن ثاني أكبر مدن البلاد لا تزال خاضعة لنفوذ المسلحين نظرا لتركيبتها الديموغرافية المعقدة من أكراد وعرب ومسيحيين، فضلا عن الولاء العشائري.

وقد غرقت الموصل في موجة من أعمال العنف عندما لجأ إليها عناصر تنظيم القاعدة بعد طردهم من بغداد والمناطق المحيطة بها ومن محافظة الأنبار. وتصل معدلات البطالة في بعض الأحيان إلى معدلات مرتفعة للغاية ما يسمح للمسلحين بمواصلة تجنيد أفراد أسر فقيرة ووعدهم بمبالغ مالية. وقال فوليسكي «لا يؤمن أحد بآيدولوجيا القاعدة، إنها مسألة تخويف وأموال». وتابع أن الموصل قد تكون آخر معقل لـ«القاعدة» في العراق، فالمجموعات الإسلامية المتطرفة أثبتت وجود عدو عنيد، لكنه شدد على أن محاربتها ليست وقفا على القوات الأميركية والعراقية فقط. وأضاف «نقاتلهم ونعتقلهم منذ خمس سنوات في الموصل. لدى المسلحين القدرة على التجدد ويمكننا إعاقتهم، لكن يتعين على الناس أن يقرروا عدم منحهم الدعم».

فـ«القاعدة» لا تزال قادرة على إلحاق الأذى، كما حدث مطلع فبراير (شباط) الماضي عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة لقتل الليفتنانت كولونيل غاري دربي، قائد فوج الفرسان الأولى في الموصل. ومع ذلك، يبدي فوليسكي تفاؤلا حذرا.

وفي ثالث جولة له في العراق، يعتقد الضابط أن تقديم الدعم «القاعدة» وغيره تراجع بشكل حاد، بحيث يمكن للقوات الأميركية التصدي لأي هجوم واسع النطاق في أي محافظة.

وقال إن الفضل في ذلك يعود إلى ازدياد القابلية سريعا لدى قوات الأمن العراقية التي يتمركز حوالي 25 ألفا منها في الموصل، رغم أن ثلثهم قد يكون في إجازة في أي وقت.

وتساءل فوليسكي «من يهاجم المتمردين؟ ليس نحن فهم يهاجمون قوات الأمن العراقية التي يرون أنها تشكل تهديدا لهم». وللحفاظ على بقاء المواطنين في مدينتهم، تجري مداهمات في الأحياء الخطرة أمنيا ويتبعها تقديم خدمات وفرص عمل تقدمها الحكومة المحلية التي تعمل على توفير المزيد من الوظائف الدائمة. ويختم فوليسكي قائلا «إن تحسين نوعية الحياة يشكل نقطة التحول».