واشنطن تتحضر لاحتمال أن تطلق كوريا الشمالية أكثر من صاروخ.. واحتمال إسقاطها وارد

بيونغ يانغ تعيد فتح خط ساخن عسكري أميركي مع جارتها الجنوبية

TT

حذرت واشنطن أمس من إمكانية أن تطلق كوريا الشمالية أكثر من صاروخ واحد في بداية الشهر المقبل، وأعلنت استعدادها للتصدي لها. وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه بيونغ يانغ أنها ستعيد فتح خط هاتفي عسكري ساخن مع كوريا الجنوبية، في خطوة قد يكون هدفها تخفيف حدة التوتر مع جارتها بعد إعلانها إطلاق الصاروخ.

وقال أمس قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، الجنرال الأميركي والتر شارب، إن الجيش الأميركي مستعد لاحتمال أن تطلق كوريا الشمالية عدة صواريخ تزامنا مع إطلاق صاروخها المقرر الشهر المقبل. وأضاف أنه عندما أجرى نظام كوريا الشمالية تجربة على صاروخ طويل المدى في عام 2006 «أطلق» في الوقت ذاته ستة صواريخ أخرى». وتابع في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ «نحن نراقب بدقة لمعرفة ماذا سيفعلون بين الرابع والثامن من أبريل (نيسان) وإننا مستعدون لذلك».

وأكد الجنرال شارب كذلك ثقته بأنه إذا أطلقت كوريا الشمالية أي صاروخ يهدد أهدافا أميركية فإنه من الممكن إسقاطه باستخدام أسلحة مضادة للصواريخ. وردا على سؤال للسناتور جو ليبرمان حول احتمال إسقاط صاروخ باليستي موجه إلى الولايات المتحدة، قال كيتنغ «الاحتمال كبير». وترفض كوريا الشمالية الضغوط لإلغاء إطلاق الصاروخ وحذرت من أن أي محاولة لإسقاطه ستعتبر عملا حربيا. وقال قادة الجيش الأميركي إن لديهم ما يكفي من أسلحة الدفاع الصاروخية بما فيها صواريخ باتريوت لمواجهة أي تهديد كوري شمالي محتمل. وقال الجنرال شارب إن بيونغ يانغ تمتلك أكثر من 800 صاروخ، كما تنشر الولايات المتحدة 64 صاروخ باتريوت في شبه الجزيرة الكورية، فيما اشترت كوريا الجنوبية 24 صاروخ باتريوت إضافيا أخيرا. وأضاف الجنرال إن الجيش يعمل لضمان توجيه صواريخ باتريوت بأفضل طريقة «لتتمكن من الدفاع عن أهم أرصدتنا الحربية الحساسة». إلا أنه أشار إلى أن ذلك «يترك مناطق أخرى مكشوفة، وبإمكاننا نحن وكوريا الجنوبية أن نستخدم مزيدا من الصواريخ ونعمل بجد لتحقيق ذلك».

ويأتي افتتاح الخط الساخن اليوم، وهو الخط الهاتفي الوحيد بين الكوريتين، بعد يوم من إنهاء القوات الأميركية والكورية الجنوبية تدريبات دفاع سنوية وصفتها بيونغ يانغ بأنها استعدادات لغزو. وكانت كوريا الشمالية قد توقفت عن الرد على مكالمات على الخط الساخن مع بدء التدريبات في التاسع من مارس (آذار). وقالت كوريا الشمالية في رسالة إلى كوريا الجنوبية: «سنعيد من جانبنا خط الاتصال العسكري بدءا من الثامنة من صباح 21 مارس (آذار) استنادا إلى موقف وهدف الجيش في ضمان الإعلان التاريخي المشترك بين الشمال والجنوب».

ويشير الإعلان إلى بيان وقعه رئيس كوريا الجنوبية السابق كيم داي ـ جونج، وهو ليبرالي، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج ـ ايل في يونيو (حزيران) عام 2000، لتحسين العلاقات والبدء في تبادل تجاري بعد عقود من العداء في أعقاب الحرب الكورية التي استمرت ما بين عامي 1950 و1953.

وغضبت كوريا الشمالية بشدة من الرئيس المحافظ لي ميونج ـ باك الذي أنهى عقدا من معونات غير مشروطة وجعلها مشروطة باستمرار كوريا الشمالية في تعهداتها بالكف عن محاولة بناء أسلحة نووية.