الأمم المتحدة تدعو إلى انتخابات نزيهة وشفافة في أفغانستان

التحدي السياسي يتركز بعد نهاية ولاية كرزاي والانتخابات المقرر إجراؤها في أغسطس

TT

دعا الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان النرويجي كاي ايدي الحكومة الافغانية الى العمل لطمأنة المعارضة بأن الانتخابات المقبلة ستكون «نزيهة وشفافة». وقال ايدي امام مجلس الامن الدولي «يجب ان تظهر الحكومة الافغانية انها ستقوم بكل ما بوسعها لتؤكد للمعارضة ان الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة وان موارد الادارة لن تبدد».

وقال ان مخاوف المعارضة من عدم نزاهة الانتخابات في البلاد هذا العام تستند الى مبررات قوية وحذر من أن التلاعب في الانتخابات من شأنه أن يزيد التوتر السياسي ويقوض التأييد للديمقراطية. وجاء التحذير في حين قال الرئيس الافغاني حميد كرزاي انه يرحب بقيام الولايات المتحدة بنشر 17 ألف جندي اضافي ببلاده، لكن مساعي ارساء الاستقرار بالبلاد متأخرة سبع سنوات. واوضح ان التحدي السياسي الاساسي حاليا هو تسوية النزاع حول ما سيحدث بين 22 مايو (ايار) عندما تنتهي الولاية الرئاسية لحميد كرزاي والانتخابات المقرر اجراؤها في 20 اغسطس (آب). وتابع «على جميع الاطراف المعنية الحكومة والمعارضة والاسرة الدولية، ان تدرك النتائج التي ستترتب على عملية انتخابية غير نزيهة وتجري بشكل سيئ». وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة في افغانستان التي تنتهي الاثنين المقبل، لمدة عام للمساعدة على تأمين انتخابات نزيهة. وحذر من خطر اجراء الانتخابات في «مرحلة تتكثف فيها المعارك» في اشارة الى تمرد حركة طالبان.

ويتوقع ان يقر مجلس الامن تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة في افغانستان مطلع الاسبوع المقبل.

من جهتها، قالت ممثلة الولايات المتحدة في الامم المتحدة روز ماري ديكارلو ان «الولايات المتحدة تعتبر الانتخابات المقبلة حدثا استراتيجيا في افغانستان».

واضافت «ندعم انتخابات حرة ونزيهة يتمكن خلالها الافغان من اختيار قادتهم بدون التعرض لاي تهديد».

ووسط مؤشرات على تدهور الوضع الامني، قال ايدي ان بعثة الامم المتحدة اتخذت المبادرة في المسائل المتعلقة بـ«الضحايا المدنيين وبعض التصرفات التي قام بها عسكريون لا يحترمون كما يجب حساسيات الثقافة الافغانية». واضاف ان «عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة اربعين بالمائة العام الماضي». واكدت ديكارلو ان القوات بقيادة اميركية تتخذ اجراءات استثنائية لتجنب وقوع ضحايا مدنيين خلافا لحركة طالبان التي تهاجم مدنيين وتعرضهم للخطر. كما عبرت عن قلقها «لتدهور الظروف الامنية في الجنوب حيث تسيطر حركة التمرد حاليا». من جهة اخرى، ساهم تصاعد تمرد طالبان في ابطاء عملية اعادة الاعمار وعزز الفساد وتهريب الأفيون والهيروين. ودعا ايدي القوات العسكرية الدولية الى ان «تنقل موارد التنمية عبر المؤسسات المدنية ومن الافضل الافغانية، بدلا من القيام بالعمل بنفسها». واضاف ان «ذلك سيجعل العمل اقل كلفة واكثر ثباتا وسيعزز موقف السلطة الافغانية في نظر الافغان». وتعاني أفغانستان من أسوأ أعمال عنف منذ أطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحركة طالبان في 2001 مع التزايد المطرد للتمرد الذي تقوده الحركة الاسلامية وانتشاره من الجنوب والشرق الى مناطق أخرى.