الخرطوم توفد 5 وفود للخارج.. ومسؤول يرى إيجابيات في تعيين مبعوث أميركي للسودان

إمام مسجد شهير يدعو إلى إصدار فتوى بعدم سفر البشير إلى الدوحة باعتباره مخاطرة

TT

تدشن الحكومة السودانية اعتبارا من بداية الأسبوع حملة جديدة لمناهضة قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر البشير بادعاء ارتكابه جرائم حرب في إقليم دارفور، وشكلت الخرطوم 5 فرق للقيام بجولات خارجية في الفترة المقبلة لعدد من الدول الكبرى، أبرزها: فرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، واليابان، وليبيا، وأوغندا، في إطار حملتها لمناهضة القرار.

من جهته اعتبر مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني تعيين الإدارة الأميركية مبعوثا خاصا جديدا لها، خطوة يمكن النظر إليها من الجانب الإيجابي كقناة لمواصلة الحوار بشكل رسمي بين الخرطوم وواشنطن. فيما دعا إمام مسجد شهير في العاصمة السودانية أمس إلى إصدار فتوى دينية رسمية بعدم سفر البشير إلى القمة العربية في الدوحة، باعتبار أنه «مخاطرة».

وكشفت مصادر مطلعة في الخرطوم أن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه سيرأس الفريق الأول المسافر إلى كل من أوغندا، وليبيا، وبوركينا فاسو، ويلتقي خلال جولته المسؤولين في تلك الدول بغرض شرح تداعيات قرار الجنائية، والخطوات التي اتخذتها الحكومة بهدف إحلال السلام في دارفور. والفريق الثاني سيقوده مساعد الرئيس د.نافع علي نافع إلى بريطانيا وفرنسا، ويرافقه مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح قوش. والثالث سيرأسه وزير المالية الدكتور عوض الجاز، ويضم الدكتور عبد الرحمن خليفة، وسيتوجه إلى الصين، واليابان، وروسيا، وتركيا. والرابع بقيادة مستشار الرئيس الدكتور غازي سليمان، وسيتجه إلى المكسيك، وفنزويلا، والبرازيل. والخامس بقيادة مستشار بونا ملوال ووزير الدولة بوزارة الخارجية السماني الوسيلة، الذي يتجه إلى النمسا وكرواتيا والتشيك. وكشف مستشار الرئيس مصطفى عثمان إسماعيل في تصريح صحافي أمس أن حكومته، وفي إطار رفضها لقرار المحكمة الجنائية الدولية، ستنظم عددا من المؤتمرات القانونية والدبلوماسية والسياسية بعدة عواصم غربية، «لفضح المحكمة وممارساتها باعتبارها آلية للهيمنة من قبل الدول الكبرى». ووصف إسماعيل تعيين مبعوث أميركي خاص جديد بالسودان بأنه خطوة يمكن النظر إليها من الجانب الإيجابي كقناة لمواصلة الحوار بشكل رسمي بين السودان والإدارة الأميركية الجديدة، إلا أنه قال: «أما إذا جاء المبعوث بآراء ومواقف مسبقة من الإدارة الأميركية السابقة فلا نتوقع له النجاح».

إلى ذلك، قال الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية في تصريحات صحافية، إن حكومته لم تتلق رسميا قرار تعيين الإدارة الأميركية مبعوثا للسودان، مضيفا أن الخارجية بعد تسلمها القرار ستقوم بدراسة الأمر ومن ثم ترفع توصية بشأنه لقيادة الدولة. وأضاف: «من السابق لأوانه التحدث عن تعيين المبعوث».

وفي رده على سؤال حول اهتمام الإدارة الأميركية بالسودان في هذا الوقت قال وكيل الخارجية إن «ذلك بفعل مجموعة الضغط المكثف ونداءاتهم المتكررة لواشنطن لاتخاذ خطوة تعيين مبعوث».

في تلك الأثناء دعا الدكتور إبراهيم نورين إمام وخطيب مسجد «النيلين» الشهير في مدينة أم درمان وعميد كلية الدراسات العليا بجامعة القرآن الكريم، في خطبة الجمعة أمس، الرئيس عمر البشير لأخذ الحيطة والحذر وعدم المخاطرة بالسفر إلى الدوحة. وأكد أن الشرع لا يجيز مثل هذه المخاطرة، وأن القانون الدولي اليوم لا يحتكم إلى العدالة والمنطق وإنما إلى القوة، مما يجعل احتمال استعمال القوة ضد البشير في حالة سفره واردا جدا. ودعا نورين مجمع الفقه بالسودان «رسميا» إلى التحرك وإصدار الفتوى التي تدعو إلى عدم سفر البشير إلى الدوحة للقمة العربية بقطر في نهاية الشهر.