رسالة أوباما لإيران تفتح الباب أمام خطوات دبلوماسية مقبلة

اللقاء الأول قد يكون خلال الأيام المقبلة

TT

قال مسؤولون في الإدارة الأميركية ودبلوماسيون أوروبيون، إن الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إيران من خلال شريط فيديو بُثّ أول من أمس، كانت في إطار استراتيجية تهدف إلى التأكيد على إيصال رسالة إيجابية إلى إيران قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع عقدها خلال الصيف. ومن بين الإجراءات الأخرى التي يجري دراستها، اتصال مباشر من أوباما على آية الله على خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، وإنهاء حظر على الاتصالات المباشرة بين دبلوماسيين أميركيين غير كبار ونظرائهم الإيرانيين حول العالم، حسب ما أشار إليه المسؤولون والدبلوماسيون. وتدعو الاستراتيجية الأميركية، في الوقت الراهن على الأقل، إلى التأكيد على المنحى الدبلوماسي، ويأتي ذلك بصورة جزئية خوفا من أن يكون هناك مردود سلبي على توجيه رسالة ذات اتجاه هجومي بدرجة أكبر، تركز على برنامج إيران النووي في غمار موسم الانتخابات الإيرانية. وقال المسؤولون إن أوباما وضع جانبا طلبا يدعو لفرض عقوبات أكبر على إيران. وبعد ثلاثة عقود من تجميد العلاقات الأميركية الإيرانية، تبرز أهمية أن يقوم أوباما بتوجيه تعليقاته إلى الشعب الإيراني وقياداته. علاوة على ذلك، فإنه أشار إلى إيران بـ«الجمهورية الإسلامية»، الأمر الذي يشير بصورة واضحة إلى رغبة في التعامل مع الحكومة الدينية الحالية. ورد المسؤولون الإيرانيون بحذر على رسالة أوباما. ويقول مسؤولون في الإدارة إنهم لم يتخلوا عن فكرة فرض عقوبات أشد على إيران، ولكنهم خلصوا إلى أن توجيه رسالة إيجابية في الوقت الحالي يعطي فرصا أكثر للنجاح. ومن الأسباب التي تدفع إلى هذا المنحى، أنه يبدو أن روسيا، على وجه الخصوص، قد لا تدعم عقوبات أشد حتى يبرهن أوباما أنه ذهب إلى ما هو أبعد مما اعتمده الرئيس السابق جورج بوش حيال إيران.

ومن المتوقع أن يجري اللقاء المباشر الأول بين الإدارة والمسؤولين الإيرانيين خلال الأيام العشرة القادمة، لدى حضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مؤتمرا حول أفغانستان في لاهاي بهولندا، حيث يتوقع أن تشارك إيران بوفد رسمي لها. وقال مسؤول بارز في الإدارة إن وزيرة الخارجية قد تلتقي بمسؤولين إيرانيين على هامش المؤتمر.

وكانت الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس قد وجه رسالة للإيرانيين في اليوم نفسه الذي وجه فيه أوباما رسالته. وانتقد بيريس في رسالته التي هنأ فيها الإيرانيين بعيد النوروز، قادة إيران الدينيين.

وقال روبرت غيبس السكرتير الصحافي للبيت الأبيض: «أعلم أننا أعلمنا حلفاءنا بشأن رسالتنا الليلة الماضية»، لكنه أضاف أنه لم يكن يعلم إذا ما كانت إسرائيل قد أعلمت الولايات المتحدة بوقت إرسال برقية التهنئة الخاصة بها. ويشير بعض الخبراء إلى حقيقة أن الرسالة الأميركية التي أرسلت في نفس اليوم الذي وصلت فيه الرسالة الإسرائيلية، كانت لإضعاف أثر رسالة أوباما عبر ربطها بإسرائيل.

وفي الوقت الذي رحب فيه الدبلوماسيون الأوروبيون برسالة أوباما، أبدوا انزعاجهم من رسالة بيريس. وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الذي لم يرد الكشف عن اسمه: «هذا أمر مؤسف حقاً لأن العنصر الأساس يجب أن يكون أوباما، وهذا (رسالة بيريس) يخفف من هذا الوقع».

* خدمة «نيويورك تايمز»