تل أبيب: شهادات مروعة لجنود شاركوا بعملية غزة

شعارات لقتل الأطفال والنساء على ملابس الجنود الإسرائيليين

TT

كشف تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن عناصر الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي يحرصون على ارتداء ملابس تحمل مطبوعات تعبر عن «التلذذ بقتل الأطفال والنساء». وفي تقرير نشرته في عددها الصادر أمس، أوضحت الصحيفة أن الجنود يضعون رسومات ويكتبون شعارات على ملابسهم تدعو لقتل الأطفال والنساء وتدمير المساجد، إلى جانب شعارات تؤكد أن الجنود يقومون بالتأكد من قتل المدنيين الفلسطينيين بعد إطلاق النار عليهم. وعرضت الصحيفة صورة لإحدى الرسومات التي تظهر فيها امرأة فلسطينية حامل في مرمى نيران القناصة الإسرائيلي وكتب تحتها«رصاصة واحدة تكفي لقتل اثنين»، أي أن إطلاق الرصاص على هذه السيدة كفيل بقتلها وقتل جنينها. وظهر في رسومات أخرى شعارات تبرر قتل الأطفال الفلسطينيين قبل أن يصبحوا مقاتلين، وكتب تحت هذه الصورة «ليس مهماً كيف بدأ ذلك... سوف نضع له حداً». وظهر تحت رسومات اخرى عبارة تقول «لن نهدأ قبل التيقن من القتل»، إلى جانب شعارات ذات دلالات جنسية عنصرية. وأكدت الصحيفة أنه تبين أن قيادة الجيش وافقت على هذه الرسومات والشعارات بما تحمل من مضامين عنصرية. وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة الجيش أقرت لوحدة «خروف» التي تعتبر إحدى فرق الموت التابعة للجيش الإسرائيلي وضع مثل هذه الشعارات على ملابس جنودها. وأكدت الصحيفة أن قيادة الجيش ترفض في بعض الأحيان السماح بوضع شعارات عنصرية لبعض الوحدات وتسمح بنفس الشعارات لوحدات أخرى. وعلى سبيل المثال رفضت قيادة الجيش السماح لأحد ألوية المشاة في الجيش وضع شعار على ملابس جنوده يقول «لتعلم كل أم عربية أن مصير ابنها بيدي»، لكنها قبلت أن يقوم جنود لواء «جفعاتي» بوضع نفس الشعار على ملابس جنوده. وأكدت الصحيفة أن الجنود والضباط الذين يتخرجون من دورات القنص يقبلون بشكل كبير على الرسومات ذات المغزى العنصري، حيث إن الكثير من خريجي هذه الدورات اختاروا وضع رسم لطفل فلسطيني في مرمى النيران وكتب تحته «أصغر اكثر ... أشد إيلاماً». من ناحية ثانية عرضت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية شهادات لجنود أكدوا أنهم كانوا يبصقون في الطعام قبل إدخاله إلى الفلسطينيين في القطاع.

ونقلت صحيفة «هآرتس» تحت عنوان «إطلاق النار والبكاء» روايات لجنود قالوا إن الأوامر التي تلقوها «خالفت المنطق» وقواعد الاشتباك، وأوحت إليهم بأن «كل شيء كان ممكناً في قطاع غزة» المزدحم بالسكان، في حين تعهدت تل أبيب بالتحقيق في صحة هذه المزاعم، في حين حذر مسؤول من «سقوط أخلاقي حقيقي» للقوات الإسرائيلية.

وكانت الصحيفة قد بدأت بنشر الشهادات الخميس، واستكملتها الجمعة، ونقلت فيها عن قائد إحدى المجموعات العسكرية قوله: «لقد كان من المفترض بنا اقتحام أحد المنازل باستخدام مدرعتنا، ومن ثم إطلاق النار في الداخل».

وأضاف: «أنا اعتبر ذلك جريمة قتل.. لقد طُلب منا التنقل بين الطوابق وإطلاق النار على كل من نجده.. وقد سألت نفسي: أين المنطق في كل هذا؟».

وتابع: «لقد رأى قادتنا وجوب السماح بذلك باعتبار أن كل من ظل في مدينة غزة هو إرهابي ومدان، لأنه لم يستجب لطلب المغادرة، وهذا ما لم أفهمه، فمن جهة ليس بوسعهم (سكان غزة) الذهاب إلى أي مكان، ومن جهة فإنهم (القادة) يقولون لنا إن كل من لم يغادر يتحمل مسؤولية خطأه، وهذا أخافني قليلاً».

وذكرت هآرتس أن شهاداتها تستند إلى ما قاله عدد من الجنود الذين شاركوا في دورة تدريبية جرت في كريات ديفون بمعهد إسحاق رابين، بعد انتهاء معارك غزة، وقد قال داني زيمير، رئيس برنامج تدريب ما بعد الخدمة العسكرية، إنه لم يكن على علم بما سيدلي به الجنود، دون أن ينكر بأن ما سمعه «أصابه بالصدمة».

ونقلت الصحيفة أن زيمير رفع شهادات الجنود إلى قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، محذراً من سقوط أخلاقي حقيقي في الجيش الإسرائيلي».

وقد رفض زيمير التعليق لـCNN بدعوى أنه يرفض التحدث للصحافة الأجنبية، غير أنه قال لإحدى شبكات التلفزة الإسرائيلية إن أخطر ما في القضية كان: «توفير أجواء لعناصر بعض الوحدات توحي بإمكانية القيام بكل ما يرغبون به حين يتعلق الأمر بمنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وفي الحالات القصوى.. أرواحهم».