اليمين المتطرف يتهم نتنياهو بالخيانة والخداع.. لمنعه من ضم باراك إلى حكومته

قبل بدء مفاوضاته مع حزب العمل

TT

قبل أن يبدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين نتنياهو، بمفاوضات رسمية مع حزب العمل لضمه إلى حكومته، خرج حلفاؤه من أحزاب اليمين المتطرف في حملة هجوم عنيف عليه متهمين إياه بالخداع وبخيانة ناخبيه ومعسكر اليمين برمته.

وقال البروفسور يسرائيل يتسحاقي، المؤرخ الذي يعتبر رئيساً روحياً للعديد من تنظيمات اليمين، والذي كان يستوطن في إحدى المستعمرات التي تم إخلاؤها من قطاع غزة سنة 2005، إن «حزب الليكود يخاف من الحكم وحده، كما يخاف الطفل من النوم في البيت وحده ليلا. فمنذ انتصر لأول مرة في سنة 1977 برئاسة مناحم بيغن، وهو يبحث عن شركاء له في اليسار. فقد ضم بيغن إلى حكومته موشيه ديان، وهو من أقطاب حزب العمل، واليوم يكرر نتنياهو الخطأ نفسه، فيلجأ إلى إيهود باراك، أحد أكبر الفاشلين في القيادة السياسية في التاريخ الإسرائيلي».

ويواجه نتنياهو هجوماً على توجهه إلى باراك من داخل حزبه الليكود أيضاً، حيث يتهمونه ببيع الحزب في المزاد العلني. ويقولون إنه لم يبق لقادة الليكود إلا خمس وزارات، لا توجد فيها وزارة واحدة مهمة سوى وزارات التعليم والمالية والقضاء. وبقية الوزارات أعطيت للأحزاب الأخرى. ويهدد بعضهم بتحويل حياة نتنياهو في قيادة الحزب والحكومة إلى جهنم، احتجاجاً على «إهماله الحزب الذي جلب له النصر».

وفي حزب العمل يسود الغليان ضد رئيس الحزب، إيهود باراك، ويوجهون له أيضاً اتهامات بالخيانة والخداع. وقال أوفير بنيس، أحد أشد المعارضين لدخول الحزب إلى الائتلاف، إن «الجمهور الإسرائيلي اكتفى بإسقاط حزبنا إلى 13 مقعداً ليقول لنا أمرين، الأول أن نجلس في المعارضة حتى نعيد حساباتنا ونشد أزرنا ونعود إلى الحكم أقوى، والأمر الثاني أنه يريد أن يرانا كيف نعيش من دون كراسي الحكم، وفي هذين الأمرين نحن في امتحان قاسٍ من هذا الجمهور. ولكن ما يفعله باراك اليوم سيكون الضربة القاضية على حزبنا. ففي الحكومة سنكون ذَنَباً لليكود وسترة لعوراته». ويقف على رأس المعارضين للدخول إلى الحكومة الأمين العام لحزب العمل، إيتان كابل. وقد دعاه نتنياهو للقائه بشكل شخصي، وراح يشرح له أنه يريد الحزب في الحكم فقط من أجل المسؤولية الوطنية العليا. وقال له «أنا لا أريد تشكيل حكومة يمين صرف، ليس لأنني أخاف من حكومة كهذه، وليس لأنني لا أستطيع تشكيل حكومة، بل لأنني أريد حكومة موسعة ذات نهج معتدل وملائم للأجواء الدولية الجديدة. وحزب العمل، بصفته أعرق الأحزاب الإسرائيلية في السلطة يعرف مغزى هذا الطرح ويفهم أكثر من غيره معنى المسؤولية الوطنية».

لكن كابل لم يقتنع وقال له «أنا أصدقك، ولكن مصلحة الدولة أيضاً أن تفهم الأحزاب رسالة الجمهور. وقد أرسلنا الجمهور للمعارضة وعلينا أن نحترم إرادته». وأضاف كابل أن «المصلحة الوطنية تقتضي أيضاً أن تكون هناك معارضة جادة ومسؤولة وسنكون معارضة بناءة تقف معك في كل الملمات الوطنية، الحرب أو السلام أو خطة الإنقاذ الاقتصادية. وأبلغه أنه في حال دخول الحزب إلى الحكومة فإن ستة أو سبعة نواب على الأقل سيشكلون معارضة للحكومة.

يذكر أن مؤتمر حزب العمل سيلتئم في يوم الثلاثاء القريب ليبت بشكل نهائي في هذه المسألة. ويحاول الطرفان، معسكر باراك والمعسكر المعارض، إقناع 1470 مندوباً بموقفه. وحسب استطلاعات الرأي فإن المؤتمر منقسم إلى نصفين، الأول يؤيد باراك في توجهه نحو الائتلاف والثاني يؤيد المعارضين. ولكن باراك بدا، أمس، واثقاً من انتصاره. وقد لوحظ أن نتنياهو نفسه هاتف عدداً من قادة حزب العمل لإقناعهم بدخول الحكومة.