الناتو: ليس لدينا قوات كافية لتوفير الأمن في جنوب أفغانستان

العبوات المزروعة على الطرق مسؤولة عن 70% من الخسائر

TT

صرح القائد العسكري المسؤول عن جنوب أفغانستان بأنه لا يمتلك القوات الكافية لتوفير الأمن في الإقليم المضطرب وأنه يتوقع ازدياد أعمال العنف هذا العام بعد وصول التعزيزات الأميركية للانتشار في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وقال اللواء الهولندي، مارت دي كرويف، الذي يقود 23.000 من قوات الناتو، إن قواته تسيطر على 60% من المناطق الآهلة في جنوب أفغانستان.

وأوضح خلال المقابلة التي أجريت باستخدام الفيديوكونفرانس مع مراسلي البنتاغون: «هناك بلا شك جيوب مقاومة لا نملك السيطرة عليها، وذلك هو السبب وراء حاجتنا للحصول على المزيد من الجنود» وأضاف: «إننا لم نتوقف بسبب التمرد وإنما لأننا لا نمتلك العدد الكافي من الجنود». وسيسمح تدفق 17.000 جندي إلى أفغانستان، مع توجه عدد كبير منهم إلى الجنوب، بتركيز أكبر للقوات في المناطق التي يتركز فيها السكان إلى جوار الأنهار وفي المناطق الزراعية. وأشار دي كرويف إلى أن ذلك سيؤدي خلال بضعة شهور إلى «ما أعتقد أنه تسارع كبير في الأحداث». وأوضح دي كرويف أن هدف القوات الإضافية لن يتركز على تدمير قادة المقاومة وحدهم بل سيمتد إلى تجار المخدرات وصانعي الأسلحة الذين يساعدونهم في القيام بالعمليات.

وأشار دي كرويف إلى أن الجنوب الأفغاني، موطن قبائل البشتون ومعقل جماعة طالبان، يشهد زيادة مطردة في استخدام الجماعات المتمردة للعبوات المزروعة على جانب الطريق، والمعروفة للجيش بأنها قنابل بدائية يقوم المتمردون بتصنيعها في الداخل باستخدام كميات كبيرة من الشحنات المتفجرة والتي تنفجر عندما تمر من فوقها مركبات قوات التحالف.

وقال دي كرويف إن تلك القنابل مسؤولة عن 70% من الخسائر التي تتكبدها القوات الدولية، فقد أدى الانفجاران اللذان وقعا في جنوب أفغانستان أمس عن مقتل أربعة جنود كنديين وجرح ثمانية.

وأشار إلى أنه لا توجد أدلة على أن المتمردين في الجنوب الأفغاني يحصلون على مساعدات خارجية في تكنولوجيا صنع القنابل كما ثبت وقوع ذلك في العراق. وقال «إننا لا نرى أية إشارة إلى تورط دول أجنبية مثل إيران في تصنيع واستخدام تلك المتفجرات البدائية، إذ إن غالبيتها ذات طبيعة بسيطة ولا يمكنك مقارنتها بذلك النوع من المتفجرات الذي استخدم في العراق خلال العامين الماضيين».

ولمواجهة تلك القنابل تقوم القوات الدولية العاملة في المنطقة باستهداف شبكات صنع القنابل، حيث تقوم قوات التحالف بزيادة عمليات التفتيش للكشف عن القنابل قبل تفجيرها وجلب عدد أكبر من المركبات المضادة للألغام. وبالرغم من عمليات التفتيش إلا أن الأيام المقبلة ستشهد قتالا عنيفاً، فقد أبدى دي كرويف تفاؤله بإمكانية أن تؤدي الزيادة الكبيرة في عدد القوات إلى تحسن الأمن في الجنوب الأفغاني بحلول العام المقبل.

وقال بشأن تحول القوات من دورها الأساسي القتالي إلى مراقبة وتدريب القوات الأمنية الأفغانية: «من الممكن أن يكون هناك تقدم كبير خلال الأعوام الثلاثة أو الخمسة المقبلة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»