تقرير: مخاوف من هجمات إرهابية ضد فنادق لندن قبل قمة الـ20

دعا الى مراقبة لأي زيادة في الأسلحة الخفيفة يجري تهريبها

TT

اعتبر مسؤولو الأجهزة الأمنية البريطانية أن فنادق العاصمة لندن ربما تكون هدفا لاعتداءات شبيهة بتلك التي استهدفت مدينة مومباي الهندية في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) وأسفرت عن 172 قتيلا، قبل أيام من قمة العشرين الاقتصادية التي تستضيفها لندن أبريل (نيسان) المقبل. وقالت صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية في عددها الصادر أمس إن كبار ضباط مكافحة الإرهاب ينظرون في إمكانية تعرض فنادق بريطانيا الفخمة وغيرها من المباني العامة لاعتداء شبيه باستخدام عناصر مشبوهة للكلاشينكوف. وبحسب المصادر الأمنية، فإن هذا يمثل تغييرا في التحدي المتمثل في توفير الأمن والخدمات، التي سبق أن ركز على منع التفجيرات. وهذه المخاوف قد تزايدت بعد هجمات الإرهابيين المسلحين بمسدسات وقنابل يدوية وبنادق هجومية على ثمانية مواقع من بينها فندق فخم في مومباي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي قتلت 173 شخصا وجرحت 308. وقد أجبرت هذه المخاوف ضباط مكافحة الإرهاب على مراقبة أي زيادة في الأسلحة الصغيرة يجري تهريبها إلى الأراضي البريطانية عن طريق الموانئ أو المطارات النائية، حيث إجراءات الأمن أكثر تراخ. ويدرس مسؤولو الأجهزة الأمنية إصدار توجيهات لإدارات الفنادق والشركات وغيرها من المباني، حيث يتجمع الناس بأعداد كبيرة، حول أفضل طريقة لحمايتهم من هجوم إرهابي. كما أفادت مصادر أمنية أن خطر وقوع هجوم إرهابي الآن يحسب حسابه عند الحد الأعلى من «خطير»، وهو الثالث من أربعة مستويات تقدر خطر الهجوم بـ«من المرجح جدا». وقال مسؤولون أمنيون إن هناك خوفا بشكل خاص على الخطط الأمنية الموضوعة لحماية دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012. وقال مسؤول في وزارة الداخلية البريطانية إن التركيز على تأمين لندن قبل الألعاب الأولمبية «يمكن أن يؤدي إلى وقوع هجمات على أجزاء أخرى من المملكة المتحدة». ويحرص المسؤولون على تحديد وإيجاد السبل لثني الشباب المسلم عن الوقوع في براثن التطرف وإقناعه بعدم المشاركة في نشاط إرهابي. من جهته قال كريس جراي لينغ وزير داخلية الظل: «إن الحكومة عندها الحق في النظر إلى الأحداث المروعة التي وقعت في مومباي، التي أدت إلى الحاجة الضرورة إلى استراتيجية مختلفة في مجال مكافحة الإرهاب». وأضاف : «ولا يوجد أي جزء من المملكة المتحدة في مأمن من التهديد الإرهابي». وأوضح: «نحن نعرف أن الإرهابيين يبحثون عن الأهداف السهلة». أما باتريك ميرسر رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس العموم فقال إنه يشعر: «بالقلق من تزايد خطر الهجمات الارهابية خارج لندن». وقال إن محاولة الهجوم الانتحاري في مطار جلاسكو بسيارة محملة باسطوانات غاز البروبان قبل عامين تقريبا، أظهرت مدى ضعف المناطق الواقعة خارج العاصمة وإمكانية تعرضها لهجوم إرهابي. وقال: «إن القلق الأكبر بالنسبة لي هو أن مناطق خارج لندن يجب أن تحصل على نفس المستوى من الاهتمام الأمني لأنها ستكون تحت نظر الإرهابيين». كما تساءل عن «إنفاق 102 مليون إسترليني على منع هجمات إرهابية على مدى السنوات الأربع هل جاء بفائدة ما». ورفضت وزارة الداخلية البريطانية التعليق على الأنباء الواردة بخصوص الهجوم على فنادق بريطانية أو وجود معلومات استخباراتية محددة تتعلق بالهجوم على فنادق في المملكة المتحدة على غرار هجمات مومباي . يذكر أن أحداث مومباي استمرت لمدة ثلاثة أيام نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما حاصرت الشرطة بعض معالم المدينة السياحية التي سيطر عليها المهاجمون، وقاموا باحتجاز رهائن فيها، وفي مقدمتها فندق «تاج محل» بالإضافة إلى محطة قطارات ومركز ثقافي يهودي. وتقول الهند إن قصب هو المهاجم الوحيد الذي ظل على قيد الحياة من بين العناصر المسلحة الذي نفذت العملية، وقد اتهمت نيودلهي جماعة «عسكر طيبة» بالوقوف خلف الهجوم، كما توترت علاقتها مع باكستان بسبب التلميح إلى مسؤولية جهاز الاستخبارات فيها، علما أن تنظيم «عسكر طيبة» سبق له نفي مسؤوليته.