شاب من كندا يساعد شرطة بريطانيا في إحباط هجوم على مدرسة

لاحظ على إحدى صفحات الإنترنت تهديدا وصورا حول شن اعتداء قبل أقل من ساعة من تنفيذه

TT

أشادت الشرطة البريطانية بمجموعة من مستخدمي الإنترنت، حذروها من إعلان نشره مراهق بريطاني في السادسة عشرة من عمره، على أحد المواقع، قال فيه إنه خطط للهجوم على مدرسته الثانوية «لإحراقها واستخدام الوسائل الأخرى من العنف». وقد تمكنت الشرطة من توقيف المراهق لدى اقترابه من المدرسة، حاملا معه سكينا وأعواد ثقاب وعبوة بلاستيكية، قالت الشرطة إنها «مادة قابلة للاشتعال».وجاء الحادث الذي وقع صبيحة يوم الثلاثاء الماضي، والذي استهدف المدرسة الثانوية في أتيلبورو، في وقت تتنامى فيه المخاوف بشأن دور غرف الدردشة على الإنترنت والأشكال الأخرى من المحادثات، في تشكيل محطة انطلاق للشباب المشحون بالغضب، تنتهي بارتكاب أعمال عنف وهجمات ضد المدارس وأهداف أخرى. واستخدام منتديات الإنترنت من قبل المعتدين في بعض الحوادث المميتة في الولايات المتحدة والأماكن الأخرى، أصبحت جزءا من العملية التي أدت إلى هذه الاعتداءات. وكان استخدام المراهق لأحد منتديات الإنترنت للإعلان عن خطته، الخطوة التي حالت دون تنفيذ الهجوم في قضية أتيلبورو. والأمر الأكثر إثارة هو أن التحذير الأول كان للشرطة في نورفولك، تلك المقاطعة الريفية التي توجد بها ثانوية أتيلبورو، وجاء من مكالمة هاتفية لطالب يبلغ من العمر 21 عاما يقطن في مونتريال على بعد أكثر من 3.200 ميل، بعد أن قرأ التهديد بالهجوم على المدرسة أثناء تناول طعام الإفطار في قاعة الطعام في الجامعة.

وبحسب التسلسل الزمني الذي وضعه جيه نيوفولد، الطالب بمونتريال، لم تفصل سوى 50 دقيقة بين المكالمة واعتقال الشاب خارج المدرسة، وقال إنه اعتمد على سجلات حاسبه والروايات التي قدمتها له شرطة نورفولك. وفي ذات الوقت، قال نيوفولد إنه تلقى مكالمة هاتفية يوم الجمعة من شخصين يتصفحان نفس موقع الإنترنت، «نيوز جراوند دوت كوم»، الذي يستخدم لمشاركة ملفات الموسيقى وملفات الرسوم المتحركة التي يقوم بعملها مستخدمو الموقع، قدما فيها معلومات مكنت الشرطة من التعرف على المدرسة التي كانت هدف الهجوم المدبر والمهاجم.

وقد أكدت شرطة نورفولك، أنها ألقت القبض على الطالب البالغ من العمر 16 عاما والمعتقل بموجب قانون الصحة العقلية البريطانية. وأشارت المتحدثة باسم الشرطة كاتي إليوت، إلى أن الشرطة تدين بالقبض على المتهم إلى نيوفولد ولمتصفحي الإنترنت الآخرين الذين قدموا تحذيرا بالهجوم، وقالت: «إن ذلك يوضح أن المقالات التي تنشر على الإنترنت يتم استعراضها في العالم أجمع، ونحن نشكر هذا الشخص الذي قرأ ذلك وقدم العون لمنعه». وقال نيوفولد، الذي يقطن في وينيبيج مانيتوبا، إنه كان في قاعة الطعام في الجامعة في الساعة 6:40 يوم الثلاثاء، يتصفح الإنترنت من جهاز الكومبيوتر الخاص به، عندما لاحظ الإعلان على الإنترنت الذي يهدد بالهجوم. وقال إن ما جذب انتباهه إلى الإعلان، أنه كان موقعا بالأحرف الأولى، حيث تعرف عليه من الرواية الإخبارية للشرطة بـ تي بي وصورة موجودة في الأسفل التقطت في أعقاب الهجوم الذي شهدته مدرسة كولومباين الثانوية في كولورادو بالولايات المتحدة الأميركية عام 1999 والذي يظهر أقدام 13 ضحية للمجزرة التي ارتكبها اثنان من طلاب المدرسة. وكان الإعلان عبارة عن بيان حول الهجوم الوشيك. وقال نيوفولد: «لقد كتب المهاجم (سأقوم اليوم في الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش، بالهجوم على مدرستي بمواد حارقة وأشكال أخرى من العنف، وسوف يدفع أولئك الأوغاد الثمن)». واتصل نيوفولد هاتفيا بشرطة نورفولك من هاتفه الخلوي، وقال إن إحساسه بأهمية الأمر عززه إدراكه أن الساعات الأربع التي تشكل الفارق الزمني بين مونتريال وبريطانيا، تعني أن هناك أقل من ساعة بين رؤيته للإعلان والوقت المحدد للهجوم.

وقال إنه عندما تحدث للشرطة، شرح لهم ما قرأه على الإنترنت وأنهم «كانوا في غاية الأدب، وأوضحوا أنهم لم يعتقدوا أن الأمر خدعة على الإطلاق». وأشار نيوفولد إلى أنه في غضون دقائق من نشر الإعلان، دخل شاب آخر إلى موقع «نيوز جراوند دوت كوم» قائلا إنه «صديق للمهاجم الذي ينوي إشعال النار في المدرسة» وقدم تفاصيل بشأن اسم المهاجم والمدرسة. وقام شخص ثالث من بريطانيا على معرفة بالشاب والمدرسة بالاتصال بشرطة نورفولك.

* خدمة «نيويورك تايمز»