بوتفليقة في تجمع انتخابي: «الجزائر البلد الوحيد الذي يتآمر عليه أبناؤه من الخارج»

زعيم الذراع المسلحة لـ«الإنقاذ» سابقا يعلن تخليه عن سياسة «المصالحة»

TT

كشف وزير جزائري عن اتصالات مع مسلحين عن طريق «تائبين» (عن الإرهاب)، تناولت تخليهم عن النشاط المسلح. وفي السياق ذاته أعلن مدني مزراق زعيم الذراع المسلحة لـ«جبهة الإنقاذ» عن وقف دعمه لسياسة «المصالحة» التي ينتهجها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي قال أمس: «الجزائر، هي البلد الوحيد الذي يتآمر عليه أبناؤه من الخارج».

قال وزير الدولة أبو جرة سلطاني لـ«الشرق الأوسط»، إن أعضاء بالجماعات الإسلامية المسلحة عبروا عن استعدادهم للتخلي نهائيا عن السلاح، وأن مسلحين عادوا إلى الحياة العادية، حدثوه عن اتصالات جرت مع هؤلاء في الجبال، وأنهم يرغبون في «التوبة عن أفعالهم» بالانخراط في سياسة «المصالحة» التي تمنحهم عفوا عن كل أفعال منسوبة للإرهاب إذا سلموا أنفسهم طوعا.

وذكر سلطاني الذي يرأس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، أن لقاء جمعه بـ«تائبين» عن الإرهاب في إطار حملة الدعاية لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لانتخابات الرئاسة المنتظرة في 9 من الشهر المقبل، جرى خلال تجمع انتخابي نظمه في اليومين الماضيين بمنطقتي البويرة (100 كلم شرق العاصمة) والمدية (100 كلم جنوب العاصمة).

وفي سياق متصل، شن «الرئيس المترشح» أمس هجوما عنيفا على جزائريين متورطين في الإرهاب في الداخل، وآخرين مقيمين في الخارج. وقال في تجمع في إطار الحملة بولاية تيارت (300 كلم غرب العاصمة)، إن الأشخاص «الذين أضلوا السبيل وأضروا بالجزائر في العواصم الخارجية وفي الجزائر، لا بد أن يعترفوا بخطئهم أمام الشعب، وإن لم يفعلوا فعليهم البقاء بعيدين عن ديارنا». وأضاف: «إن الجزائر هي البلد الوحيد الذي يتآمر عليه أبناؤه من الخارج».

وقرأ متتبعون خطاب بوتفليقة، على أنه موجه أساسا لإسلاميين بارزين في الغرب، أهمهم أنور نصر الدين هدام قيادي «جبهة الإنقاذ» المحظورة اللاجئ بالولايات المتحدة الأميركية. أما في الداخل، فالمعني بهجومه أساسا هو نائب رئيس «الإنقاذ» علي بن حاج. وفي إشارة إلى أشخاص حملهم مسؤولية الأزمة الأمنية، من دون ذكرهم بالاسم، قال بوتفليقة، الذي كان يخاطب حشدا كبيرا من أنصاره: «قد يعتقد الذين كانوا سببا في المأساة الوطنية، أنهم أضروا بالحياة اليومية للمواطنين فقط، لكنهم في الحقيقة مسوا بشرف الجزائر وشعبها وحولوا بلدهم إلى مجزرة ذبحوا فيها الأطفال والنساء». ووجه بوتفليقة التحية لأفراد الجيش والشرطة «نظير دورهم في حماية الجمهورية الجزائرية».