ليبيا: ثاني اتصال بين أمير قطر والقذافي خلال أسبوع.. بشأن القمة العربية

تضارب حول مشاركة العقيد الليبي في قمة الدوحة.. وترجيحات بتكليف رئيس الحكومة بالمهمة

TT

فيما بدا أنه بمثابة محاولة لإقناعه بالعدول عن مقاطعة محتملة للقمة العربية التي ستعقد الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، تلقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، أمس، اتصالا هاتفيا ثانيا خلال أسبوع من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لم يكشف عن تفاصيله.

وقام أمير قطر في السادس من الشهر الجاري بزيارة عمل سريعة إلى مدينة سرت الليبية لإطلاع القذافي على الوساطة القطرية بين السودان وتشاد، وتبادلا وجهات النظر حول القمة العربية المقبلة وملف توقيف الرئيس السوداني عمر البشير. ورجحت مصادر ليبية وعربية مقاطعة القذافي للقمة وتكليفه في المقابل لرئيس وزرائه الدكتور البغدادي المحمودي أو وزير خارجيته الجديد موسى كوسا بترؤس وفد ليبيا المشارك في هذه القمة، مشيرة إلى أن ليبيا ستشارك في القمة لكنها لم تحسم بعد مستوى تمثيلها في إشارة إلى احتمال تغيب القذافي.

وزار الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة القطري العاصمة الليبية طرابلس قبل يومين حيث سلم رسالة إلى وزير الخارجية الليبي موسى كوسا تتضمن دعوة رسمية للعقيد القذافي من أمير دولة قطر، لحضور مؤتمر القمة العربية الحادية والعشرين وقمة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية. ولم يصدر من طرابلس أي تأكيد رسمي لاعتزام القذافي المشاركة في اجتماعات القمة العربية المرتقبة، فيما قالت مصادر طلبت عدم تعريفها أن العقيد القذافي قد تلقى عدة اتصالات رفيعة المستوى مؤخرا من قطر تحثه على عدم مقاطعة القمة وتطالبه بالحضور في إطار حرص قطر ومساعيها على إنجاح القمة وضمان ارتفاع مستوى المشاركة الرسمية فيها لمعظم القادة والزعماء العرب.

ولفتت المصادر إلى أن القذافي سبق أن أعلن لدى اجتماعه نهاية العام الماضي مع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي الذي يترأسه حاليا، أنه لن يشارك في قمة عربية تعيد تشغيل «اسطوانة مشروخة قديمة». وكان القذافي قد قاطع القمة الاقتصادية العربية التي عقدت خلال يناير (كانون الثاني) الماضي في الكويت، بالإضافة إلى الاجتماع الإقليمي المحدود الذي عقد بالدوحة عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

من جهة أخرى نفى مصدر ليبي مطلع في القاهرة لـ«الشرق الأوسط» اعتزام بلاده توجيه رسالة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية لإبلاغه باعتزام ليبيا مجددا الانسحاب من الجامعة العربية أو تعليق عضويتها فيها.

وقال المصدر الذي طلب عدم تعريفه: لم نتلق أية تعليمات أو مذكرات رسمية من طرابلس في هذا الصدد، لا صحة لهذه التكهنات، علاقاتنا ما زالت قائمة مع الجامعة العربية ولا يوجد أدنى تغيير فيها. ولم يكن عبد المنعم الهوني مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية متاحا للتعليق الفوري على هذه المعلومات. بموازاة ذلك، امتنع مسؤولون في الجامعة العربية عن التعليق لـ«الشرق الأوسط» على افتتاحية صحيفة الشمس الليبية في عددها أول من أمس والتي طالبت دول المغرب العربي بفك ارتباطهم بالجامعة العربية بعدما تحولوا إلى كومبارس وهامشيين، على حد تعبيرها، فيما قال مصدر إعلامي ليبي في المقابل في اتصال هاتفي من طرابلس إن المنشور لا يعبر عن الموقف الرسمي للدولة الليبية، لكنه لفت أيضا إلى وجود عتب ليبي على الجامعة العربية من تغييبها عن ما وصفته بمتابعة التطورات الأخيرة في العالم العربي.

يشار إلى أن أحمد قذاف الدم ابن عم العقيد القذافي ومبعوثه الشخصي والمنسق العام للعلاقات المصرية الليبية قد شدد مؤخرا عقب قيامه بتسليم رسائل إلى قادة المغرب وتونس والجزائر على ضرورة أن تطوى صفحة الخلافات العربية وأن تتحمل دول المغرب العربي مسؤولياتها التي تتوقعها منها الأمة العربية. وكانت ليبيا قد انسحبت من الجامعة العربية عام 2002 احتجاجا على ما وصفته بتردي دور الجامعة العربية في الملفات الأساسية المطروحة على الساحة العربية كالوضع في فلسطين المحتلة والعراق، لكن وساطات عواصم عربية بالإضافة إلى جولات مكوكية قام بها عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية نجحت في إقناع ليبيا بالحفاظ على عضويتها التي نالتها لأول مرة عام 1953.