مواجهات أم الفحم تسفر عن إصابة 18 عربيا وعضو كنيست يهودي

70% من يهود أميركا يعارضون سياسة ليبرمان العنصرية ضد فلسطينيي 48

فلسطيني من ام الفحم خلال مواجهات مع رجال الشرطة الاسرائيلية يحرسون مجموعة من المتطرفين حاولوا رفع العلم الاسرائيلي على المدينة العربية امس (ا ف ب)
TT

انتهت المظاهرة الاستفزازية لليهود المتطرفين، أمس، في مدينة أم الفحم، بإصابة 20 شرطيا من قذف الحجارة، بينهم نائب القائد العام للشرطة الإسرائيلية شاحر أيلون، و18 متظاهرا من فلسطينيي 48 وعضو كنيست من أنصار السلام اليهود ألون فيلان، واعتقال نحو 20 مواطنا عربيا.

وخرج المتظاهرون من اليمين المتطرف بإعلان الانتصار على العرب برفع علم إسرائيل في مدينتهم، بينما قال النائب أحمد طبيبي، من قادة فلسطينيي 48، إن العرب واليهود من أنصار التعايش انتصروا على مروّجي الكراهية والعنصرية.

وكان المتظاهرون اليهود من اليمين المتطرف قد وصلوا صباح أمس من المستوطنات القائمة في قلب مدينة الخليل وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة محملين في حافلتين مصفحتين ضد الرصاص، وهدفهم المعلن تطبيق القانون الإسرائيلي، القاضي برفع أعلام الدولة العبرية على دار البلدية وبقية المؤسسات الرسمية في أم الفحم. وتصدى لهم الألوف من سكان أم الفحم والمتضامنون من البلدات العربية الأخرى، ومعهم مجموعات كبيرة من الجيران اليهود في البلدات القريبة ومجموعة من أنصار السلام اليهود القادمين من منطقة تل أبيب بينهم أعضاء الكنيست فيلان ونيتسان هوروفتس من حزب «ميرتس» اليساري الصهيوني، ودوف حنين من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والباحث في التاريخ تيد كاتس، الذي كان قد كشف عن ارتكاب مجزرة في بلدة الطنطورة الفلسطينية 1948.

وحرصت الشرطة على أن يدخل المتطرفون إلى أم الفحم من أحد مداخلها الجانبية، ويسيروا مسافة 800 متر فقط، وحالما رفعوا العلم الإسرائيلي معلنين «الانتصار» أعادتهم الشرطة إلى الحافلات. ولكن الشرطة المحتشدة بقوات قوامها 2500 عنصر داهمت مظاهرة أم الفحم المضادة وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بدعوى أن المتظاهرين رشقوها بالحجارة، وأصابت النائب فيلان و18 متظاهرا عربيا.

وكان قد بادر إلى المظاهرة باروخ مارزل، المستوطن المتطرف الذي اشتهر بالانتماء إلى حزب «كهانا» الداعي إلى ترحيل الفلسطينيين. وحظر هذا الحزب بقرار من المحكمة في حينه. إلا أن مارزل وجد طرقا التوائية لمواصلة بث سمومه العنصرية، وتطور نشاطه إلى تنظيم اعتداءات من عصابات اليمين على أهالي الضفة الغربية. واعتقل عدة مرات للاشتباه بإقامة تنظيم الإرهاب اليهودي ومحاولة تنفيذ أعمال إرهابية ضد الفلسطينيين. وعشية الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة انخرط مارزل وتنظيمه في حزب الاتحاد القومي، وهو حزب استيطاني يميني متطرف، وهبط من تسعة مقاعد إلى أربعة، أحدها يشغله المحاضر الجامعي من تنظيم مارزل، ميخائيل بن آري. وقرروا التظاهر في أم الفحم منذ عدة شهور، إلا أن الشرطة رفضت منحهم تصريحا بذلك، قائلة إن مظاهرتهم تشكل استفزازا لأهالي المدينة، ومن شأنها أن تشعل توترا وخللا في النظام الجماهيري. فتوجهوا إلى المحكمة العليا، التي قررت إلزام الشرطة بالسماح للمظاهرة، بدعوى أن حق حرية التعبير يتغلب على قضية النظام الجماهيري وأمرتها بحماية المتظاهرين.

وبالتنسيق مع الشرطة، حددوا موعدا لتنظيم هذا النشاط، ليتوجوا بذلك سلسلة إجراءات تعسفية ضد فلسطينيي 48 وقادتهم خلال الشهر الجاري، مثل استدعاء عضو الكنيست محمد بركة رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، للتحقيق بتهمة الاعتداء على رجال شرطة، وبالتهمة نفسها اعتقلت الشيخ رائد صلاح ومجموعة من رفاقه الذين كانوا يشاركون في احتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربية»، وحظر هذه الاحتفالات في مدينة الناصرة.

وحسب تقرير أصدرته جمعية «مساواة» في حيفا، فإن الاعتداءات على خلفية عنصرية ضد العرب في إسرائيل زادت بنسبة 52% في سنة 2008 (166 اعتداء) مقارنة بسنة 2007، وفي سنة 2009 وحدها نفذت 104 اعتداءات كهذه. وغالبية هذه الاعتداءات نفذت من الشرطة والمخابرات، ولكن اعتداءات المواطنين اليهود على عرب تضاعفت تسع مرات في هذه الفترة، خصوصا في المدن المختلطة (عكا ويافا واللد والرملة وحيفا ونتسيرت عيليت وطبريا وكرمئيل). ويسود القلق لدى فلسطينيي 48 جراء انتصار اليمين المتطرف في الحكم في إسرائيل، حيث إن الحكومة الجديدة ستضم العديد من الوزراء الذين يناصبون العرب عداء بهيميا، أمثال وزير الخارجية العتيد أفيغدور ليبرمان.

ونُشرت في إسرائيل، أمس، نتائج استطلاع رأي بين اليهود الأميركيين يشير إلى أن 70% منهم يتحفظون من مواقف ليبرمان هذه.