«الناتو» يطلق مراجعة لاستراتيجيته البحرية وسط تهديدات جديدة لأعضائه

الأدميرال ستانهوب حذر من تداعيات «أكبر التحديات منذ الحرب العالمية الثانية»

TT

تجد الدول الأعضاء في حلف الشمال الأطلسي «الناتو» نفسها في وضع مختلف عما كانت عليه عند إنشاء الحلف بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبالإضافة إلى خوض اكبر عملية برية للحلف في أفغانستان، وهي الأولى خارج مكان عمل الحلف التقليدي في أوروبا، هناك عمليات بحرية يخوضها الحلف للمرة الأولى. وبينما يستعد الحلف للاحتفال بعيده الستين الشهر المقبل، تم إقرار مراجعة السياسة البحرية للحلف، على أن تقدم الاستراتيجية الجديدة للدفاع البحري في يناير (كانون الثاني) المقبل وتقييم لتهديدات جديدة تواجه الأعضاء الـ27 للحلف. وفي خطاب مطول في لندن أمس، أعلن الأدميرال مارك ستانهوب، وهو قائد القيادة البحرية في مركز قيادة حلف الأطلسي في نور ثوود، عن مراجعة السياسة البحرية للحلف، معتبراً أنها ضرورية حتى «تبقى المؤسسة عبر الأطلسية ذات أهمية مع التهديدات الجديدة لأعضائها». وشكا ستانهوب من أن «الاستراتيجية البحرية للناتو متأخرة وتفتقر إلى التركيز، فالتحالف يركز على الوتيرة المتسارعة للعمليات البرية، ولكن علينا مراجعة ذلك»، محذراً من ان«التهديدات التي تواجهنا غير معروفة بالدرجة الضرورية». وحث ستانهوب الدول الأعضاء على «توضيح الرابط الأساسي بين ناتو قوي وأمن البلاد لشعوبها». وقال ستانهوب، الذي سيتولى قيادة سلاح البحرية الملكية البريطانية يوليو (تموز) المقبل: إن العالم يواجه «أكبر التحديات منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية»، مشيراً إلى عمليات الإرهاب وتحديات تأمين مصادرالطاقة وتصاعد التوتر بين فلسطين وإسرائيل، بالإضافة إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي حول العالم على إثر الأزمة المالية. ولفت ستانهوب، الذي كان قائد غواصة أثناء الحرب الباردة، إلى التغيير في التحديات أمام دول «الناتو» منذ انتهاء الحرب الباردة، قائلاً:«خلال الحرب البادرة كان دور القوات البحرية واضحاً ومريحاً، كان التهديد معروفا ولكن الأوضاع تغيرت الآن والوضع الاستراتيجي تغير أكثر مما كان أحد يتصوره ممكناً». وشدد ستانهوب على أهمية تأمين البحار من الجانب الاقتصادي والأمني، مشيراً إلى أن «90 في المائة من كل التجارة العالمية تمر عبر البحار والمياه الدولية، فعلى سبيل المثال 5 آلاف سفينة تجارية تتواجد في البحر المتوسط يومياً». ولكنه أضاف أن «الحركة غير الشرعية تزداد في البحار بشكل متزايد، من القرصنة إلى الهجرة غير الشرعية وانتشار الأسلحة»، موضحاً أن«التعاون المشترك مطلوب لمكافحة هذه العمليات». ولفت ستانهوب إلى مشاركة سفن «الناتو» في مكافحة القرصنة في خليج عدن، مشدداً على أن «تزويد الدعم للاستقرارهناك أمر ضروري للجميع». وتشارك 5 سفن لـ«الناتو» في عملية عسكرية لمكافحة القرصنة في عملية تبدأ هذا الأسبوع، بعد المشاركة نهاية العام الماضي بعملية لحماية إمدادات برنامج الغذاء العالمي للصومال على مدار 8 أسابيع، التي اعتبرها ستانهوب عملية ناجحة. ويواجه الحلف تحدياً جديداً في ما يخص السياسة البحرية تجاه القطب الشمالي، إذ إن ارتفاع حرارة المياه وذوبان الثلوج هناك، يزيد التنافس بين الدول التي تطالب بحقوق سيادية في القطب. ولفت ستانهوب إلى أن كل الدول المعنية في القطب عضوة في الحلف، ما عدا روسيا، معتبراً أن هذه قضية أساسية، ستواجه الحلف خلال السنوات المقبلة. وأضاف أن هذه القضية«ستزيد من التوتر، ليس على صعيد العمليات البحرية بالضرورة ولكن على الصعيد السياسي».