بغداد تحتضن أول مهرجان دولي للزهور الشهر المقبل

رغم افتقارها للمساحات الخضراء.. واستمرار انقطاع المياه

عاملان زراعيان يهيئان مساحة لزراعة الورد في متنزه الوزراء ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

رغم استمرار معاناة بعض مناطق بغداد من الإهمال وانقطاع المياه وافتقارها للمساحات الخضراء التي تعد رئة المناطق السكينة، وبينما تنادي الحدائق العامة على من يرعاها من المتخصصين في مجال الزراعة والمشاتل، تحتضن بغداد منتصف الشهر المقبل أول مهرجان دولي لها للزهور، تقيمه أمانة بغداد على حدائق متنزه الزوراء بمشاركة عدد كبير من الدول والشركات والمكاتب الزراعية العالمية والعربية والمحلية. وذكر المتحدث الإعلامي لأمانة بغداد حكيم عبد، أن أمانة بغداد وجهت دعوات لـ(24) دولة عربية وأجنبية و(12) محافظة عراقية فضلا عن وزارات الزراعة والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة البيئة لتبليغ الدوائر والكليات الزراعية التابعة لها إضافة إلى عدد من مكاتب القطاع الخاص والشركات الزراعية للمشاركة وحضور فعاليات المهرجان وللفترة 15 ـ 22 أبريل (نيسان). وحول ما إذا كانت الأمانة قد استكملت كل خدماتها للعاصمة العراقية بغداد وجعلت من حدائقها وشوارعها مكانا لراحة المواطن لتفكر في إقامة مثل هذه المهرجانات قال عبد «إن خدمات أمانة بغداد لا يمكن أن تنتهي فهي عبارة عن دائرة خدمية تتفرع إلى دوائر بعضها معني بتأمين المياه الصالحة للشرب للمناطق وأخرى تعنى بالتنظيف أو المجاري والطرق والجسور وخدمات تبليط الشوارع والإسكان والتخطيط العمراني، وهناك دوائر هندسية لإنشاء المشاريع العملاقة وأخرى كهربائية تعنى بإنارة الشوارع وأيضا زراعية وسياحية وتزيين وحتى فنية لإقامة النصب والتماثيل والاهتمام بالساحات، وهذا يعني أن الخدمات مستمرة وهنا جرى تقسيم بغداد إلى قطاعات بلدية يتولى رعايتها مديرية بلدية».

وأضاف المسؤول أن الدعوات التي وجهت للدول المشاركة في المهرجان تتضمن استضافة ثلاثة أشخاص (رئيس الوفد إضافة إلى اثنين من مرافقيه) متخصصين في مجال زراعة الزهور في البلد المشارك، كما أن أمانة بغداد ستتحمل أجور نقلهم من بلدانهم إلى العاصمة بغداد وتهيئة كافة مستلزمات السكن والإقامة كما هيأت كافة إجراءات استقبال الوفود في مطار بغداد الدولي إلى مقر إقامتهم وتهيئة وسائط النقل التي ستقوم بنقلهم من مقر إقامتهم إلى مكان إقامة المعارض الزراعية في متنزه الزوراء طيلة فترة إقامة المهرجان إضافة إلى تهيئة كافة المستلزمات التي تحتاجها تلك الوفود لتهيئة أجنحتها والبالغة (50) مترا مربعا لكل دولة ومدينة مشاركة.

وبين أن أمانة بغداد ستقوم بتسهيل إجراءات دخول النباتات والزهور من خلال التنسيق مع أماكن الحجر الزراعي في المنافذ الحدودية بعد إجراء الفحوصات الزراعية المطلوبة من قبل تلك الجهات. وأوضح أن أمانة بغداد حددت أنواعا معينة من الزهور منعت دخولها إلى الأراضي العراقية، ومنها نباتات الختمة والهايبسكس بأنواعها وما يعود إلى العائلة الخبازية وكذلك نباتات وأزهار عشب النيل والداتوره وشقائق النعمان والخشخاش وأيضا نبات القات والأدغال بأنواعها والنباتات المخدرة، كما أنها منعت أيضا النخيل والحمضيات بنوعيها المثمرة والمستخدمة للزينة إضافة إلى الترب العضوية التي تصاحب النباتات بأنواعها ويعوض عنها بالبتموس المعقم أو الرلايت. وتابع أن الأمانة، وضمن استعداداتها لاحتضان المهرجان، قامت بتأهيل المطعم الياباني الذي يقع داخل متنزه (الزوراء) تأهيلا كاملا فضلا عن فتح (5) مطاعم (بوفيه) تعد الأولى من نوعها في العاصمة لخدمة الوفود المشاركة في المهرجان والضيوف والزوار فضلا عن تهيئة عدد آخر من الخدمات. من جانبهم عبر عدد من أصحاب المشاتل داخل العاصمة العراقية بغداد عن استغرابهم لعدم توجيه دعوات لأصحاب المشاتل في بغداد وأصحاب محلات الزهور لتنظيم مثل هذه المهرجانات مؤكدين في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» أن محالهم ومشاتلهم تفتقر إلى العديد من الشتلات العالمية لأنها غير متوفرة أو لأن الأجواء في العراق لا تناسبها. وقال فائق العبدلي، صاحب مشتل للزهور «كنا نأمل توجيه دعوات لنا من قبل الأمانة للمشاركة في هذا المعرض الدولي، ونحن نحتاج مثلا إلى أن تقوم لجان عراقية زراعية متخصصة في الزهور بزيارة دول أخرى ودراسة نباتاتهم وإمكانية جلبها وإكثارها في العراق، لكننا نعاني فعلا ونضطر في بعض الحالات إلى توصية أشخاص من أصدقائنا الذين يسافرون لدول أخرى بشراء بذور ونقوم بتجربة زراعتها والأغلب تفشل لأنها تحتاج إلى بيئة يجب أن نوفرها لها».