بغداد: أهالي المناطق السنية والشيعية يتبادلون الزيارات

في إطار مبادرات «شعبية» للمصالحة

وجهاء أحياء سنية وشيعية يعبرون عن تكاتفهم في اجتماع مصالحة ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

في مبادرة «شعبية» للمصالحة بين المناطق البغدادية هي الثانية من نوعها زار وفد من أهالي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية منطقة الفضل ببغداد ذات الغالبية السنية أمس لإقامة صلاة موحدة والتجول في شوارع المنطقة. وقال علاء داغر رئيس المجلس البلدي لمنطقة الفضل إن «هذه المبادرة هي الثانية بعد أن قام قبل أسبوع وفد من شيوخ ووجهاء مناطق الرصافة باستضافة عدد كبير من أهالي منطقة الفضل والشيخ عمر وأبو سيفين والكفاح وأقاموا لإخوانهم وليمة كبرى في شارع فلسطين، وهذه المرة جاء وفد من شيوخ ووجهاء عشائر مدينة الصدر وأقاموا صلاة جماعية في مرقد السيد إبراهيم في منطقة الشيخ عمر وتجولوا في المناطق التي تضم أكبر عدد من السنة».

وأشار داغر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن جولة أهالي مدينة الصدر أسعدت أهالي الفضل الذين اعتبروها خطوة جميلة منهم في قبول دعوة أهل الفضل وتوجيه رسالة لكل العالم بأن الحرب الأهلية التي عولت عليها أطراف معينة خارجية غير واقعية وغير موجودة بين الشعب العراقي الواحد، مؤكدا أن أهالي مدينة الصدر ومناطق الرصافة عندما وجهوا دعوتهم إلى أهالي الفضل كانوا يدركون معنى رسالتهم للعالم أيضا.

وشهدت مناطق الفضل والكفاح والشيخ عمر نزاعات قيل عنها في ذلك الوقت إن بعض المناطق ذات الغالبية الشيعية قد توجهت بالسلاح إلى هذه المناطق، الأمر الذي نفاه داغر وقال: «لقد حركت أوساط خارجية بعض المأجورين من أجل عمل بلبلة بين الأوساط الشعبية وأثاروا الفتنة في ذلك الوقت قبل نحو عامين، لكنها سرعان ما انطفأت عندما كشف الطرفان أكذوبة الفتنة الطائفية وإلى أي الطرق تؤدي».

على الصعيد نفسه أكد الشيخ صبيح الزبيدي نائب رئيس مجلس شيوخ عشائر الرصافة وأحد المشاركين في الصلاة والجولة في منطقة الفضل، أن المبادرة الثانية ستتبعها مبادرات أخرى في مناطق متعددة في العراق، كانت إلى وقت قريب يقال عنها إنها من المناطق الساخنة، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المصالحة الوطنية التي دعا إليها رئيس الوزراء ومسؤولين عراقيين آخرين كانت الدافع الأول لعمل مصالحات بين المناطق التي يقال عن بعضها سنية والأخرى شيعية، وهي بعيدة عن هذا التمييز، فالجميع يعلم أن المصاهرة بين المذهبين كانت وما زالت، فليس هناك مناطق شيعية وأخرى سنية.

من جانبه، أكد عادل المشهداني صاحب المبادرة الثانية وأول من فكر بها، وهو من أهالي منطقة الفضل، أن فكرة الذهاب أو دعوة أهالي منطقة إلى منطقة أخرى، هي من أجل توطيد العلاقات بين أهالي تلك المناطق وإعادة اللحمة بينها، بعد أن حاول البعض وهم من خارج العراق دق إسفين بينها والعمل على الوتر الطائفي، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العمل على هذا الوتر فشل تماما بفعل إرادة كل العراقيين.