نتنياهو يدعو الفلسطينيين إلى أن يروا فيه شريكا بعملية السلام

عشية تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة

TT

بعد أن ضمن أكثرية لحكومته، توجه رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين نتنياهو، إلى السلطة الفلسطينية بالدعوة لأن ترى فيه شريكا لها في عملية السلام. وبدت أقوال نتنياهو ردا على ما قاله الرئيس الأميركي، باراك أوباما، من أن «وجود نتنياهو لن يجعل مهمتنا للتقدم في عملية السلام أسهل». وقال نتنياهو: «السلام الاقتصادي الذي أقترحه لا يهدف أن يكون بديلا عن مفاوضات السلام المباشرة، بل بالعكس، فأنا أريد إدارة هذه المفاوضات جنبا إلى جنب مع السلام الاقتصادي». وأوضح أنه معني بإدارة مفاوضات سلام مع الأطراف الثلاثة المجاورة (فلسطين وسورية ولبنان). وكان نتنياهو قد ضمن لنفسه، أمس، ائتلافا من أكثرية في الكنيست بعد أن أقر مؤتمر حزب العمل الاتفاق الائتلافي معه، الليلة قبل الماضية، إضافة إلى حزب «البيت اليهودي»، وهو حزب ديني استيطاني. فأصبح له تحالف يضم 69 نائبا إذا ما وافق نواب العمل السبعة المعارضين للمشاركة في التصويت لصالح الحكومة. وبناء على ذلك، سيعرض نتنياهو حكومته في الأسبوع المقبل.

ومع أن رئيس حزب العمل، إيهود باراك، بدا منتصرا، أمس، بعد أن جرف تأييد 58% من مندوبي مؤتمر الحزب لاقتراحه الانضمام إلى حكومة نتنياهو، إلا أن غليانا يسود هذا الحزب جراء القرار. إذ قرر خصومه الاجتماع لدراسة خطواتهم المقبلة، مؤكدين أنهم لن يلتزموا بالتصويت مع الحكومة وسيتعاملون معها كما لو أنهم معارضة.

وانضم إليهم، أمس، مجموعة من قدامى القادة في هذا الحزب، الذين طالبوا بالإطاحة بباراك كرئيس للحزب قبل أن يقضي عليه تماما. وقال عوزي برعام، الأمين العام الأسبق لهذا الحزب، إنه لو كان نشيطا فيه اليوم لكان انسحب منه وجلس في البيت. وقالت ياعيل ديان، ابنة القائد التاريخي موشيه ديان: «لم أر حزب العمل في موقف مخجل مثلما أراه اليوم». أما أورا نمير، وزيرة التعليم الأسبق، فقالت إن «حزب العمل اختار لنفسه أن يكون صفرا. فهو أحد الأحزاب القليلة التي اختارت لنفسها موقعا غير مؤثر في السياسة». ولكن باراك ماض في طريقه نحو الحكومة، وقد أعلن أمس أن أحد أهم أهدافه حاليا هو لملمة أطراف الحزب وتوحيد صفوفه. وتوجه إلى خصومه قائلا: «الأكثرية قررت وعليكم احترام الحسم الديمقراطي. فتعالوا نتفاهم على مواصلة الطريق، فكلما كنا موحدين أكثر نكون أكثر تأثيرا». وذكرت مصادر مقربة منه أنه ينوي تعيين أحد المعارضين له وزيرا لشؤون الأقليات، وهو منصب مستحدث في الحكومة. وقد يختار له وزير العلوم والثقافة والرياضة الحالي، غالب مجادلة، علما بأنه لم ينتخب للكنيست.

وقال باراك، أمس، إن دخوله إلى الحكومة هو ليس تعبيرا عن تغليب المصالح الوطنية فحسب، بل إنه أيضا بمثابة تعزيز لطريق السلام. وقال إنه بموجب الاتفاق الائتلافي فإنه سيكون شريكا كاملا في الطاقم المصغر الذي سيشرف على مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وأكد أنه سيأخذ هذه المهمة بمنتهى الجدية، «لأن مبادئ حزب العمل تقوم على السلام».

يذكر أن سبعة من أصل 13 مجموع نواب حزب العمل، يعارضون دخول الحكومة. وأخذ نتنياهو هذا بالاعتبار عند حديثه، أمس، عن الحكومة. فقال إنه يعرف أن باراك يأتي ومعه 6 نواب فقط، ولكنه يأمل في أن ينضم بقية النواب إليه عندما يرون أنه صادق في توجهه الإيجابي نحوهم ونحو العملية السلمية. وأعلن النواب السبعة من جهتهم أنهم لن ينشقوا عن حزب العمل ولن يتصرفوا كمعارضة في كل شيء وفي كل وقت، بل سيتعاملون بشكل مسؤول، يضمن وحدة الحزب ومصلحة الدولة.

وكان الليكود قد أتم أمس المفاوضات مع حزب «البيت اليهودي» الاستيطاني. وحسب رئيس لجنة التفاوض باسم الليكود فإنه لم يدفع أي ثمن سياسي. وأن هذا الحزب لا يعترض على البند في الاتفاق مع حزب العمل، القاضي بتطبيق القانون في موضوع البؤر الاستيطانية التي بنيت من دون تصاريح بناء. وفي هذه الحالة يكون ائتلاف نتنياهو على النحو التالي: الليكود (27 نائبا)، وحظي بعشرة مقاعد وزارية، أهمها المالية والتعليم والقضاء. وحزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان (15 مقعدا)، سيمثل بخمس وزارات بينها وزارة الخارجية. والعمل سيمثل بخمس وزارات، أهمها الدفاع. وحزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين (11 مقعدا) وحظي بأربع وزارات، أهمها الداخلية. و«البيت اليهودي» (3 نواب) وسيمثل بوزير واحد في وزارة العلوم والثقافة والرياضة.