الأمن الإيطالي يبلغ مبعدين من كنيسة المهد بإخلاء منازلهم ووقف رواتبهم

مبعد لـ«الشرق الأوسط» : إلى أين نذهب ونحن لا نتقن الإيطالية.. ولا نحمل تصاريح عمل

TT

يعيش 3 من مبعدي كنيسة المهد في إيطاليا، حالة من القلق العميق على مستقبلهم هناك، اثر تلقيهم إخطارات من السلطات، قبل أكثر من شهر، بضرورة إخلاء منازلهم التي أمنتها لهم الحكومة الإيطالية، إضافة إلى وقف الراتب الممنوح لهم، في موعد أقصاه نهاية أبريل (نيسان) المقبل. ولا يعني هذا القرار الذي سلم مكتوبا للمبعدين الثلاثة، أنهم يجب أن يغادروا إيطاليا، كما أشيع، لكنه يعني حسب ما قال المبعد إبراهيم عبيات، لـ «الشرق الأوسط»: «دبروا حالكوا».

ويرافق عبيات الذي تعتبره إسرائيل أحد مسؤولي كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، في المهجر محمد سعيد، المتهم بالتخطيط لعمليات ضدها، وخالد أبو نجمه، ويعمل في المخابرات الفلسطينية، وتعتبره إسرائيل أحد نشطاء كتائب الأقصى التابعة لفتح. وأكد عبيات أن مسؤولي الأمن الإيطاليين أبلغوهم قبل شهر بالبحث عن عمل ومنازل. ويتقاضى عبيات ورفاقه مبلغ 1300 يورو شهريا لكنه يقول إنه يكفي بالكاد، إذ يستخدم هذا المبلغ للماء والكهرباء والاتصالات والملابس والطعام والعلاج أيضا، خاصة أن التأمين الحكومي يغطي جزءا فقط من مصاريف أي علاج. وكانت الحكومة الإيطالية، شأنها شأن دول أخرى أوروبية، قد وافقت على استضافة مبعدي كنيسة المهد، ومنحهم سكنا، وراتبا شهريا ضمن اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل والسلطة، يقضى بإبعاد 13 من محاصري كنيسة المهد، و26 آخرين إلى قطاع غزة، لإنهاء حصار مقاتلين متحصنين في الكنيسة استمر 40 يوما في أول أبريل (نيسان) 2002.

وقال عبيات، «أخبرتهم (الإيطاليين) ممنوع تحكوا معنا، اذهبوا وتحدثوا إلى السفير.. اذهبوا إلى السلطة، نحن هنا ضمن اتفاق دولي»، لكنهم بحسب عبيات لم يستمعوا له ولرفاق وسلموهم قرار الإخلاء. وأضاف، «إلى أين نذهب، لا نتقن اللغة الايطالية، ولا نحمل تصاريح للعمل، وأهل البلد أنفسهم لا يجدون عملا».

وتلقى المبعدون تطمينات من السلطة، في حينها بأنها تعمل على تسوية الموضوع مع الحكومة الإيطالية، لكن قلقا كبيرا عاد لينتابهم هذه الأيام، بسبب تركيز صحف إيطالية على قضيتهم، وتأكيديها أنهم سيطردون من منازلهم الشهر المقبل. وقال عبيات: «أول عام تقريبا أخذونا إلى جبال بعيدة، وكان يحظر علينا الاتصال أو التحرك إلا بإذن مسبق، الآن الأمور أفضل».

وأثيرت قضية المبعدين الثلاثة، بحسب ما قال عبيات بسبب برلماني إيطالي، يدعى امانمويل فيانو، وهو عضو الحزب الديمقراطي اليساري المعارض. وحسب عبيات فإن هذا البرلماني «قال فينا في البرلمان أكثر مما قالته إسرائيل».

وبشكل يومي يتصل أهالي المبعدين بهم ليطمئنوا إلى أي جديد في قضيتهم. وقال بعض أفراد عائلاتهم لـ «الشرق الأوسط» إن الأخبار مقلقة للغاية، وقالت زوجة عبيات «إذا ما نفذ القرار فإنهم سيصبحون في الشارع».

وقال كامل الكامل، مسؤول لجنة أهالي المبعدين، وهو والد المبعد رامي الكامل إلى أيرلندا، «نتابع القضية مع المسؤولين الأوروبيين ومع الرئاسة الفلسطينية، وتلقينا تطمينات، نأمل ألا ينفذ الإيطاليون قرارهم».

وكان الكامل يحتضن حفيده، من ابنه المبعد رامي، وقد جاء مع أمه التي تزوجها في منفاه في أيرلندا، في زيارة إلى بيت لحم، وقال، «انظر هذا ابن رامي، بانتظار أن يلتم الشمل ويرى المبعدون وأهاليهم أن ملف أبنائهم يطويه النسيان».

وقال المبعد إلى غزة، أبو جلال الهريمي لـ «الشرق الأوسط»: «إن الإجراءات الإيطالية تعني رفع الغطاء عن المبعدين، وهذا قد يهدد حياتهم».