ملفات الأمن والمياه والنفط تتصدر مباحثات وزير الخارجية السوري في بغداد

زيباري: التعاون الأمني أفضل مما مضى * المعلم: مستعدون لإنجاح قرار أوباما للخروج من العراق

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يستقبل نظيره السوري وليد المعلم في مطار بغداد الدولي أمس (أ.ب)
TT

بحث رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم فور وصوله إلى بغداد أمس عددا من القضايا وخصوصا التعاون في مجالات الأمن والمياه والنفط، وفقا لمصدر في وزارة الخارجية العراقية.

ونقل بيان حكومي عن المالكي قوله في ختام اللقاء «كنا في بداية الأمر منشغلين بالجانب الأمني، واليوم نتجه لتقوية العلاقات مع جميع الأشقاء العرب (...) نريد تكوين علاقات قوية معهم بعيدا عن المحاور وسياسات الماضي». وتابع «لا نريد أن تعقد مؤتمرات حول العراق لأنه حاضر وفعال وحجمه كبير في الساحة العربية والمنطقة ويشارك في اتخاذ القرارات التي لا نريدها أن تنحصر بيد دولة معينة». وقال إن «الحكومة العراقية منتخبة والشعب بإمكانه أن يغيرها لأن إرادته أصبحت قوية».

من جهته، قال وزير الخارجية السوري «أدعو علنا أن يعود العرب إلى العراق بما يعزز علاقته مع محيطه العربي» وجدد دعم بلاده للحكومة العراقية ووقوفها إلى جانبها «في كل ما تسعى إليه في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية». ونقل البيان عن المعلم «ارتياحه إزاء التطورات الحاصلة في العراق في جميع المجالات وخصوصا المصالحة الوطنية».

وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في ختام محادثات مع المعلم أن التعاون الأمني بين البلدين «أفضل بكثير» مما مضى. وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المعلم «حدث تطور جيد في العلاقة العراقية السورية، قياسا بالسنوات الماضية لاستجابة سورية لمطالبات عراقية بتثبيت الأمن والاستقرار، التعاون الأمني أفضل بكثير في الفترة الماضية». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زيباري قوله «بحثنا التعاون الأمني، هناك مسؤولون أمنيون ضمن الوفد لتأكيد هذه النقطة، وهذا دليل على حرص الحكومة السورية على معالجة الأمور». وتابع «بحثنا العلاقات بالتفصيل بمودة وصراحة ووضوح، نحن متفقون على الهدف الاستراتيجي». وتابع «نعم هناك تحركات لمعارضين عراقيين (في سورية)، ونحن بلد نتفهم المعارضة الديمقراطية غير المسلحة».

من جهته، أشار المعلم إلى أن «سورية جاهزة لكي تقدم المساعدة اللازمة لإنجاح قرار الرئيس (الأميركي باراك) أوباما للخروج من العراق لكن الولايات المتحدة لم تطلب مساعدتنا». وأضاف «إن الوضع العربي أخذ بالتحسن وهذا شيء أساسي. أملنا أن يستمر ذلك حتى يحقق الشعب العراقي خروج القوات الأجنبية حسب الجدول الزمني المتفق عليه (...) والمصالحة الوطنية شأن عراقي ونحن لا نحمل مقترحات محددة إنما نحمل أمنية لتحقيق هذا الهدف». وختم قائلا «لمسنا تقدما في العراق، نحن مرتاحون للعملية السياسية، ونأمل أن تتواصل الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية».

وقد أعلن العراق وسورية إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت أكثر من ربع قرن، وذلك في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) في اليوم الأخير من الزيارة الأولى للمعلم إلى بغداد بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003. وتسلم الرئيس السوري بشار الأسد منتصف الشهر الماضي أوراق اعتماد السفير العراقي في دمشق علاء حسين الجوادي، أول سفير عراقي في دمشق منذ 28 عاما. وأرسلت سورية سفيرها نواف الفارس إلى بغداد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من العام الماضي.

وقال قاسم داود، النائب في الائتلاف الموحد الحاكم، إن سورية «قدمت العديد من المسائل الإيجابية للعراق سيما فيما يخص موضوع السيطرة على منافذ الدخول والخروج للأراضي العراقية من الجانب السوري». وتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نرى أن الإجراءات التي اتخذتها الجارة سورية حدت من تدفق الإرهابيين». وفيما إذا زال التوتر بين البلدين سيما بعد حادثة ضرب القوات الأميركية منطقة البوكمال، قال داود «إن هذا الموضع تم تجاوزه حيث أفرز عن تفهم مشترك لطبيعة العلاقات بين الطرفين»، مشيرا إلى عدم وجود أي نوع من الأزمات بين العراق وسورية. وكانت مروحيات عسكرية أميركية قد أغارت أواخر شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2008 على منطقة البوكمال السورية الواقعة قرب الحدود مع العراق مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، وبررت القوات الأميركية دوافع الغارة بأنها كانت تستهدف مسؤولا بارزا في تنظيم القاعدة يتولى إدخال مسلحين أجانب إلى العراق بعد أن «تقاعست» سورية عن اتخاذ إجراءات بحقه، فيما وصفت دمشق الغارة بـ«الاعتداء الإرهابي»، مهددة حينها بالرد في حال تكرارها. من جهته، أكد عبد الهادي الحساني، عضو الائتلاف الموحد، أن الزيارة مقدمة للقاءات عديدة مع الحكومة العراقية، وقال لـ«الشرق الأوسط» «سمعنا قبل شهر بأن هناك توجهات بإرسال وفد رفيع المستوى من سورية يتضمن 12 وزيرا، لنرى اليوم أن المعلم أتى للبلاد في محاولة لتوثيق العلاقات بين البلدين»، متمنيا أن «تستفيد سورية من واقع العراق من خلال علاقات مسؤولة أساسها الاحترام المتبادل بعيدا عن التوترات السياسية» .