مسؤول أميركي يؤكد وضع كوريا الشمالية صاروخاً على منصة إطلاق

توتر العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ مع اعتقال صحافيتين أميركيتين وطرد منظمة إنسانية

TT

في خطوة جديدة تنذر بتوتر الأوضاع في آسيا، أفادت تقارير أمس أن كوريا الشمالية وضعت صاروخاً على منصة إطلاق استعداداً لإطلاقه. وكانت الولايات المتحدة أعلنت سابقاً أنها تعتبر إطلاق الصاروخ تهديداً لأمن منطقة المحيط الهادئ الشمالي، ومن المتوقع أن تؤثر على المحادثات السداسية حول إنهاء الملف النووي الكوري الشمالي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي أمس إن كوريا الشمالية وضعت فعلياً صاروخاً بعيد المدى على منصة الإطلاق. وقال المسؤول في مكتب «مراقبة التسلح» الأميركية، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن المعلومات التي نشرتها وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء بهذا المعنى «دقيقة». وأضاف المسؤول الأميركي أن الصاروخ على الأرجح من نوع «تبودونغ ـ 2» وهو صاروخ بعيد المدى يمكنه نظرياً الوصول إلى ولاية ألاسكا الأميركية.

وكان النظام الشيوعي الكوري الشمالي تسبب بأزمة دولية صيف العام 1998 عندما أطلق صاروخاً بعيد المدى من طراز «تبودونغ ـ1» حلق فوق جزء من الأراضي اليابانية قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. وهذه المرة، أخطرت بيونغ يانغ المنظمة الدولية للطيران المدني والمنظمة البحرية الدولية بمشروع لإطلاق «قمر صناعي للاتصالات» بين الرابع والثامن من أبريل (نيسان) المقبل. ولكن واشنطن وسيول أعربتا عن خشيتهما أن يكون الأمر يتعلق بتجربة جديدة لصاروخ بعيد المدى.

ويأتي وضع الصاروخ الكوري الشمالي على منصة إطلاق في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ توتراً بعد اعتقال صحافيتين أميركيتين في كوريا الشمالية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية مساء أول أمس إنها اطلعت على تقارير إعلامية تفيد بأن الصحافيتين الأميركيتين اللتين احتجزتهما كوريا الشمالية وجهت لهما اتهامات بالتجسس إلا أنها نفت تلميحات بأنها أكدت ذلك بشكل مستقل. وقال روبرت وود الناطق باسم وزارة الخارجية: «الولايات المتحدة على دراية بتقارير صحافية كورية جنوبية تشير إلى أن مصادر كورية جنوبية تزعم أن كوريا الشمالية تحقق مع الصحافيتين بتهمة التجسس». وأضاف: «نحن على اتصال بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) عبر العديد من القنوات والتصريح الوحيد الذي أدلت به كوريا الشمالية لنا هو أنها تعتقد أن الصحافيتين عبرتا الحدود إلى الجمهورية بشكل غير مشروع».

وتحاول الولايات المتحدة، التي ليس لها تواجد دبلوماسي في كوريا الشمالية، حل قضية الصحافيتين اللتين ألقى حراس كوريون شماليون عند الحدود مع الصين القبض عليهما الأسبوع الماضي. ونقلت صحيفة كورية جنوبية عن مصادر استخباراتية قولها إن الصحافيتين، اللتين أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية بأنهما تدعيان يونا لي ولورا لينج، نقلتا إلى العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ لاستجوابهما هناك.

وجاء القبض على الصحافيتين عند نهر تومين في وقت تتزايد فيه التوترات في شبه الجزيرة الكورية مع اتهام كوريا الشمالية للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالتصرف بعدوانية تجاهها ومع استمرار بيونغ يانغ في الإعداد لإطلاق صاروخ طويل المدى.

ومن جهة أخرى، قالت منظمة إغاثة أميركية خاصة توفر المساعدات الغذائية لكوريا الشمالية إنها ستذعن لتعليمات بيونغ يانغ بمغادرة البلاد بحلول 31 مارس (آذار)، مضيفة أنها تأمل أن تستأنف عملياتها. ووسط توترات بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي وإطلاقها المتوقع لصاروخ الشهر المقبل قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الحكومة الكورية الشمالية أبلغت واشنطن الأسبوع الماضي بقرارها عدم قبول المزيد من المساعدات الأميركية. وقال بول ماجاروفيتس، مدير برنامج منظمة «ميرسي كوربس» غير الحكومية للمساعدات الغذائية في كوريا الشمالية، إن بيونغ يانغ ذكرت أن بروتوكول 2008 الذي كان سيقدم 500 ألف طن متري من المساعدات الغذائية الأميركية على مدى عام «لم يعد سارياً». وأضاف: «شمل قرار الطرد برنامج المساعدات الغذائية فقط وليس وكالات الإغاثة الخاصة ذاتها». وتابع في تصريحات في المعهد الاقتصادي الكوري في واشنطن «سنذعن لهذا الطلب وفي الوقت نفسه نتفاوض معهم في محاولة لمعرفة ما إذا كانت هناك وسيلة لبدء البرنامج من جديد أو استئنافه».

وبدأت «ميرسي كورب» العمل في كوريا الشمالية عام 1996 أثناء مجاعة كبيرة لقي خلالها ما يقدر بمليون شخص حتفهم. وذكر ماجاروفيتس أنه وفقاً للاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2008 أدارت المنظمة مكتباً في بيونغ يانغ ومكتبين ميدانيين ويعمل بها 16 موظفاً دولياً.

وقدمت الولايات المتحدة 169 ألف طن متري من إجمالي المساعدات الغذائية البالغة 500 ألف طن متري. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن أحدث شحنة أميركية تحتوي على نحو خمسة آلاف طن متري من الزيوت وصلت في يناير (كانون الثاني).