كوشنير: العالم بحاجة لنا وشبكتنا الدبلوماسية ستبقى الأوسع في العالم بعد أميركا

فرنسا تستعد لإصلاح وزارة خارجيتها

TT

«العالم يتغير ويتعين على الدبلوماسية الفرنسية أن تتأقلم مع التغيرات». هكذا اختصر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير فلسفة الإصلاحات التي سيتم إدخالها على وزارته والتي تجيء كمحصلة لعملية إعادة تقويم معقدة وموسعة أفضت العام الماضي إلى صدور ما سمي «الكتاب الأبيض» لسياسة فرنسا الخارجية.

وعرض كوشنير في مؤتمر صحافي أمس حضره المسؤولون الرئيسيون في الوزارة وبرلمانيون وجمعيات ناشطة في المجتمع المدني وإعلاميون، تفاصيل العملية الإصلاحية التي سيبدأ العمل بها من غير تأخير. وحرص كوشنير على تكرار أن الشبكة الدبلوماسية الفرنسية في العالم هي الأكبر بعد الشبكة الأميركية وأن باريس راغبة في المحافظة على كل سفاراتها في العالم غير أنها بالمقابل ستعمد إلى إغلاق بعض القنصليات لتفتح عددا مشابها في أماكن أخرى من العالم.

وتضم الخارجية الفرنسية والهيئات المرتبطة بها 16720 موظفاً. ويريد المسؤولون أن يخفض هذا العدد، بسبب سياسات التقشف، إلى 16020 بحلول عام 2012. غير أن الهدف المنشود، وفق الوزير الفرنسي، يبقى المحافظة عل دبلوماسية فرنسية «أقوى وأفعل وأكثر جرأة» في مواكبة شؤون العالم. وأضاف أن العالم يحتاج للدبلوماسية الفرنسية كما أن فرنسا تحتاج للعالم. ولتحقيق هذه الأهداف، فإن كوشنير والفريق الذي ساعده قررا نفض الغبار عن الخارجية وإحداث تعديلات في الإدارة المركزية وفي عمل السفارات في الخارج من أجل الاستجابة لثلاث حاجات: إيجاد وزارة تعي التحديات العملية وتستبق النزاعات والأزمات، وتخطط وتتصرف ميدانيا بشكل ملائم للوضع وأخيرا تسريع نقل المعلومة والخبر وجعله متكاملا وشاملا. وكان كوشنير قد دفع العام الماضي لإنشاء مركز إدارة الأزمات في الخارجية الذي يعمل 24 ساعة في اليوم وهو جاهز باستمرار للتعامل مع أي طارئ عبر العالم. وأهم التعديلات الداخلية التي ستطرأ على الإدارة المركزية إحداث ثلاث دوائر جديدة: العولمة، والاستشراف والاتحاد الأوروبي. وماديا، سيتم تجميع كل مكاتب الخارجية التي كانت منتشرة حتى الآن على العديد من المواقع في ثلاثة أبنية بحيث يسهل التواصل بين العاملين فيها بدل أن تعمل كل دائرة أو مصلحة بمعزل عن الدوائر أو المصالح الأخرى. وعلى صعيد السفارات، 160 سفارة و21 بعثة لدى المنظمات الدولية و97 قنصلية، تريد باريس إعادة تنظيمها حول محاور تحددها طبيعة البلد الذي توجد فيه السفارة والتحديات المرتبطة به. وعمليا سيتم تحديد 30 سفارة «استثنائية» في العواصم الرئيسية وفي كافة القارات و100 سفارة ذات مهمات أولوية يفرضها الوضع الجيوسياسي والتحديات الموجود في البلدان المعنية فيما ستعين للسفارات الباقية التي سيكون عدد العاملين فيها محدودا مهمات أكثر تواضعا. ويريد كوشنير «تجديد» الطاقم الدبلوماسي عن طريق فتح الباب أمام المجتمع المدني وخفض سن السفراء. وكوشنير نفسه ليس دبلوماسيا في الأساس بل طبيبا ووصل إلى الدبلوماسية من خلال العمل الإنساني في الخارج وتحديدا الطبي.