قوات الناتو تقتل اثنين من المزارعين الأفغان.. بالرصاص

قائد حلف الأطلسي: الحلف لا يمكنه قياس الأداء في حرب أفغانستان

جندي كندي من حلف الاطلسي يتابع عمالا افغانيين يحفرون قناة في قندهار أمس (رويترز)
TT

قال مسؤول بالشرطة الأفغانية لـ«رويترز»، أمس، إن القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي قتلت بالرصاص اثنين من المزارعين أثناء قيامهما بري أرضهما في شرق البلاد.

وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قال إن الخسائر في صفوف المدنيين هي السبب الرئيسي للتوتر بينه وبين حلفائه الغربيين الذين ينشرون نحو 70 ألف جندي في أفغانستان لمواجهة تمرد تقوده حركة طالبان. وقال عبد القيوم باقيزوي رئيس الشرطة المحلية إن الرجلين قتلا في وقت متأخر الليلة الماضية خارج مدينة خوست مباشرة الواقعة إلى الشرق من العاصمة كابل. وأضاف أنهما مدنيان بريئان كانا يرويان أرضهما. وصرح متحدث باسم القوات التي يقودها الحلف بأن التحالف يجري تحقيقاً في حادثة وقعت في خوست لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل أو معلومات. ويأتي الحادث في أعقاب خلاف بين الجيش الأميركي والحكومة الأفغانية بشأن مقتل خمسة أفغان في إقليم قندوز الشمالي خلال غارة أميركية الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون إن القتلى ليسوا مسلحين، لكنهم موظفون لدى رئيس بلدية بالإقليم، بينما قال الجيش الأميركي إن معلومات استخباراتية مفصلة قادت جنوده إلى مجمع وأنهم ردوا على إطلاق نيران معادية. وتقول الأمم المتحدة إن ما يزيد على 2100 مدني قتلوا في أفغانستان العام الماضي بزيادة 40 في المائة عن العام السابق وإن نحو ربع هذا العدد سقط بنيران القوات الدولية. وفي حادث منفصل في خوست قالت قوات التحالف إن انفجار قنبلة بالطريق أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين كانوا يستقلون حافلة صغيرة وإصابة ثمانية آخرين. وفي واشنطن قال الجنرال الأميركي جون كرادوك القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي إن الحلف ليس لديه طريقة موثوق بها لتقييم أدائه في الحرب في أفغانستان بالرغم من أن واشنطن تستعد لإعلان نتائج المراجعة لسياسة الولايات المتحدة بشأن أفغانستان. وأضاف أمس أيضاً للجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي أن بعض أعضاء الحلف لديهم القدرة على الالتزام بإرسال المزيد من القوات للحرب ولكن لن يفعلوا ذلك لأسباب سياسية. وذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة لا تحقق انتصاراً في أفغانستان رغم مرور أكثر من سبع سنوات من قيادة الولايات المتحدة للقوات التي أطاحت بحكومة حركة طالبان. وأفاد مسؤول أميركي بأن من المتوقع أن تعلن نتائج مراجعة الاستراتيجية بشأن أفغانستان يوم الجمعة المقبل.

وقال كرادوك إن مقره حاول التوصل لسبل لقياس العناصر مثل الأمن وفاعلية السلطات الأفغانية ولكن ثبت أن المهمة ضخمة. وتابع أمام جلسة استماع للجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ: «الآن تقييمنا للتقدم يستند على تقارير غير دقيقة تختلف يومياً وأسبوعياً على حسب من يقدم الملاحظات وأين يقدمها». واستطرد للسناتور الديمقراطي بن نيلسون الذي دعا إدارة أوباما لصياغة سلسلة عناصر تفيد في قياس التقدم الذي يحرز في أفغانستان: أتفق مع الرأي القائل بضرورة توفر عناصر قياس موضوعية. وتابع يجب أن نجد وحدة قياس تخبرنا ما إذا كانت البلاد آمنة. حالياً الأمر يعتمد على الحوادث. إطلاق النار في سوق يقاس بنفس طريقة قياس هجوم انتحاري يقتل 13 شخصاً. هذا ليس صحيحاً. وأضاف أن الحلف عليه رصد أيضاً ما إذا كان الأفغان يعتقدون أن حكوماتهم المحلية والقومية تمثل عنصراً إيجابياً في حياتهم ومحاولة قياس التنمية الاقتصادية في ما تعد واحدة من أفقر دول العالم.

وتدعو الولايات المتحدة منذ أعوام حلفاءها في الحلف لتوفير المزيد من القوات لقوة المعاونة الأمنية الدولية في محاولة للتعامل مع تزايد أعمال العنف من حركة طالبان ومتمردين آخرين. وقال كرادوك إن الدول الأعضاء بالحلف تشعر بالخوف من المخاطرة بإرسال المزيد من القوات وهو عنصر علينا التعامل معه وحث الدول على إرسال المزيد من الجنود. وأضاف أنه تحدث كثيراً مع كبار ضباط جيوش الدول الأعضاء بالحلف عن المهمة في أفغانستان. واستطرد: بوجه عام يريدون المشاركة. يشعرون أن لديهم القدرة ولكنهم مقيدون من الناحية السياسية، مضيفاً أنه يعتقد أن ذلك يرجع إلى القيود التي يواجهونها من المعارضة العامة للمهمة. وللولايات المتحدة نحو 38 ألف جندي في أفغانستان في حين تسهم دول أخرى وعلى الأخص الدول الأعضاء بحلف الأطلسي مثل كندا بنحو 30 ألفاً.

وفي الشهور الأخيرة قللت الولايات المتحدة التركيز على المطالبة بمزيد من القوات وطلبت بدلا من ذلك مساعدة إضافية في التعامل مع المهام المدنية اللازمة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.

وفي موسكو قال دبلوماسي روسي كبير في تصريحات لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أمس إن موسكو تساند فكرة إجراء محادثات بين حكومة أفغانستان والعناصر المعتدلة في حركة طالبان. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما صرح في مقابلة صحافية نشرت في السابع من مارس (آذار) بأنه يرحب بفكرة الاتصال بالعناصر المعتدلة في طالبان بأفغانستان، حيث وصل العنف إلى أعلى مستوياته منذ أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بالحركة أواخر 2001.

وقال اليكسي بورودافكين نائب وزير الخارجية للوكالة إذا رأت القيادة في أفغانستان أن إقامة اتصالات مع الجناح المعتدل في حركة طالبان أمر ضروري فلن يعارض الجانب الروسي ذلك، شريطة أن يلقوا أسلحتهم ويعترفوا بالدستور وبالحكومة الأفغانية ويقطعوا العلاقات مع «القاعدة». ومن المتوقع أن تعلن واشنطن عن مراجعة لسياستها في أفغانستان يوم 27 مارس. ويعتقد محللون أنه ينبغي للولايات المتحدة أن تدخل في حوار مع طالبان لإنجاح سياستها في أفغانستان.