سليمان يشكر الأسد على تعيين سفير لسورية لدى لبنان والسنيورة اعتبر الأمر «خطوة تؤكد بدء مرحلة جديدة»

الأكثرية البرلمانية تطالب بإلغاء المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني

TT

حظي أمس تعيين سورية سفيرا لها في بيروت بترحيب لبناني واسع وإنما حذر. والحال أنه لم يقف عند حدود الخطابات المرحبة، بل تزامن مع مطالبة أطراف عدة في فريق الأكثرية النيابية بإلغاء «الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري ـ اللبناني» وحصر كل المسؤوليات بسفيري الدولتين واستتباع هذه الخطوة بمباشرة ترسيم الحدود بين البلدين بدءا من مزارع شبعا، فضلا عن معالجة قضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. وفي سياق الردود المرحبة، اتصل رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان بنظيره السوري بشار الأسد ليشكره على تعيين سفير لسورية لدى لبنان. من جهته، رأى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في الأمر «خطوة مهمة لطالما تمناها اللبنانيون على مدى عقود». واعتبر أنها «خطوة تؤكد بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين المبنية على التبادل الدبلوماسي وأيضا على العلاقات الأخوية والمهمة التي يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل». وقال: «ما يربطنا بسورية هو علاقة الجوار ضمن العالم العربي بكل قيمه ومبادئه وتاريخه وحاضره ومستقبله. ونتمنى أن تتبعها خطوات عديدة أخرى. كما نتمنى أن يبدأ السفير الجديد بمزاولة مهماته».

وأعلن وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ «أن المراحل الثلاث الأساسية لإتمام التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسورية تم إنجازها». وأشار إلى أن «سفير لبنان في سورية سيلتحق بمركز عمله في دمشق في النصف الأول من نيسان (أبريل) المقبل. ونحن في انتظار مجيء السفير علي العلي وذلك بعد إتمام إجراءات الوداع في الكويت». ولفت إلى أن هناك أمرين «سيدرسان بين الجانبين اللبناني والسوري، وهما: الهيئة الدائمة اللبنانية السورية التي أنشئت بناء على اتفاق وقعته الحكومتان، فإما يبقى هذا الاتفاق ساري المفعول أو يتم إلغاؤه بناء على اقتراح أحد الطرفين، والمجلس الأعلى السوري ـ اللبناني الذي أنشئ بقانون ويحتاج إلغاؤه إلى قانون. وبالتالي فإن إحدى الدولتين يمكنها أن تتقدم بطلب إلغائه».

أما عضو «اللقاء الديمقراطي» وزير الدولة لشؤون مجلس النواب وائل أبو فاعور فقال إن تعيين سفير لسورية لدى لبنان يشكل «خطوة جيدة بغض النظر عن الخلفيات السياسية التي أفضت إلى اتخاذ هذا القرار لدى الجانب السوري». ورأى أن «هذه الخطوة تلبي مطلبا استقلاليا مزمنا في لبنان وتؤكد أن العلاقات بين لبنان وسورية يجب أن تقوم على قاعدة الندية والتكافؤ بين دولتين مستقلتين ووفق اتفاق الطائف الذي كنا وما زلنا نعتبر أنه المرجعية الحاسمة في العلاقات اللبنانية ـ السورية». وأمل في أن «يقود قرار تعيين السفير السوري إلى مزيد من الإيجابيات في العلاقات في الكثير من القضايا والمطالب الاستقلالية الأخرى، مثل ترسيم الحدود وقضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية وإثبات لبنانية مزارع شبعا وغيرها من المطالب الاستقلالية اللبنانية» مؤكدا أن هذه المطالب «لا نطرحها ولم تطرح في يوم من الأيام من باب التحدي، إنما من باب المطلب اللبناني المحق والرغبة الصادقة في تصحيح العلاقات اللبنانية ـ السورية وفي قيامها على أسس موضوعية بين بلدين مستقلين ودولتين مستقلتين».

ورأى وزير الدولة جان أوغاسابيان «أن تعيين السفير السوري لدى لبنان وافتتاح السفارة اللبنانية في دمشق، يشكلان إنجازا تاريخيا لثورة الأرز التي أسست لترسيخ ثقافة استقلال لبنان وسيادته وقراره الحر». وقال، في بيان أصدره أمس، إن «رفع العلم اللبناني فوق السفارة في دمشق وتعيين السفيرين السوري واللبناني في كل من بيروت ودمشق، خطوة أولى في مسيرة استقامة العلاقات اللبنانية ـ السورية التي تحتاج إلى تغيير ذهنية النظام السوري في التعامل مع لبنان، بشكل يتم فيه التخلي عن أي مساع لتجديد الوصاية ويتم تقبل الواقع اللبناني الاستقلالي والسيادي واحترام خصوصيات كيانه وتنوعه الديمقراطي وانفتاحه على بقية الدول العربية والمجتمع الدولي». ولفت إلى أن «العلاقة اللبنانية ـ السورية تحتاج إلى تنقيتها من الشوائب والثغرات وتصويبها لتقوم على أساس الندية والصدق والاحترام المتبادل لسيادة كل من البلدين ومؤسساتهما الدستورية وليس على أساس التبعية والهيمنة التي حفلت بها عقود الوصاية». وشدد على أن «البدء بالعمل الدبلوماسي يتطلب إعادة النظر في مسألة استمرار الأمانة العامة للمجلس الأعلى السوري ـ اللبناني» داعيا إلى «إلغائها وحصر كل المسؤوليات بسفيري الدولتين، منعا لأي ازدواجية وتضارب في المسؤوليات على غرار ما هو معمول به بين كل دول العالم، استنادا إلى اتفاقية فيينا التي ترعى أصول التعامل الدبلوماسي بين الدول». وقال: «من المفترض في هذه المرحلة الجديدة من العلاقات اللبنانية ـ السورية مقاربة المسائل الشائكة بطريقة عملية، من خلال التعاون السوري الفعلي مع الحكومة اللبنانية لإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها وضبط الحدود وترسيمها بدءا من مزارع شبعا إلى جلاء مصير اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية وإعادة النظر وتقويم الاتفاقات الثنائية التي نتجت عن اتفاقية الأخوة والتعاون والتنسيق».

ورحب المنسق العام لـ«جبهة الحرية» فؤاد أبو ناضر، عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله صفير، بتعيين السفير السوري، مشيرا إلى أن «هذا يدل على أن سورية اعترفت أخيرا وبشكل نهائي بالكيان اللبناني المستقل».