الجزائر: بوتفليقة يغازل سكان القبائل ويدعوهم إلى عقد مصالحة معه

قال لهم: لمست انزعاجكم منا

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يحيي أنصاره خلال حملته الانتخابية أمس (رويترز)
TT

دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، المترشح لانتخابات الرئاسة، سكان منطقة القبائل إلى إزالة الاحتقان بينه وبينهم. وقال: «لقد لمست انزعاجكم منا». وتبدي السلطات مخاوف كبيرة من نسبة مشاركة ضعيفة في الانتخابات بمنطقة القبائل، التي غالباً ما يقاطع سكانها الاستحقاقات لأسباب سياسية وتاريخية.

قال بوتفليقة في تجمع عقده أمس ببجاية (260 كلم شرق العاصمة)، في إطار الحملة الانتخابية، إن الجزائر «لا يمكن أن تكون بدون بجاية ولا بجاية يمكنها أن تكون بدون بقية الجزائر». وقرأ ملاحظون خطاب بوتفليقة بأنه مغازلة لسكان بجاية التي تقع في «القبائل الصغرى» المعروفة بمعارضتها كل الرؤساء المتعاقبين على قيادة البلاد، على أساس أنهم يرفضون الاعتراف بهويتهم الأمازيغية.

وذكر بوتفليقة، مخاطباً المئات من أنصاره: «هذه الجزائر تنتظركم، لقد تغيبتم عنها قليلا وانتظرتكم طويلا، مع أنني لمست انزعاجكم منا». يقصد أنه لم يكن مرحباً به في بجاية طول سنوات حكمه العشر.

ووعد بوتفليقة سكان المنطقة ببرنامج تنمية اقتصادية «سيتم تنفيذه بعد الانتخابات مباشرة لو منحتموني أصواتكم»، وتحدث عن «صفحة جديدة» بينه وبين سكان منطقة القبائل الناطقين باللغة الأمازيغية الذين يقاطعون عادة كل الانتخابات. ففي تيزي أوزو (كبرى القبائل) وبجاية، سجلت في الاستحقاقات الماضية أضعف معدلات مشاركة، قياساً إلى باقي الولايات. ويسيطر على منطقة القبائل حزبان معارضان هما «جبهة القوى الاشتراكية» و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية». والحزبان يقودان في الميدان حملة كبيرة تدعو إلى مقاطعة الموعد الانتخابي المنتظر يوم 9 من الشهر المقبل. وسيزور بوتفليقة تيزي أوزو غداً، حيث ينتظر أن يلقي خطاباً يحمل رغبة في عقد مصالحة مع القبائل. وفي سياق متصل، انتقد وزير الداخلية يزيد زرهوني بشدة حزبي «القوى الاشتراكية» و«التجمع من أجل الديمقراطية»، دون ذكرهما بالاسم بسبب عدم مشاركتهما في الانتخابات. وقال في لقاء جرى بالعاصمة مع مسؤولي مؤسسات إعلامية أفريقية يزورون الجزائر حالياً: «لقد اشترط حزبان حضور ملاحظين دوليين لمعاينة سير العملية الانتخابية، وقد تجاوبت السلطات مع ذلك حيث دعت الأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى إيفاد مبعوثين عنها لحضور الانتخابات، ومن المفارقات أن هذين الحزبين رفضا المشاركة في الانتخابات». وتعهد الوزير، الذي يعد من أشد أنصار بوتفليقة، بضمان انتخابات نزيهة وشفافة. وقال إن «كل شيء مهيأ لإجراء الموعد في ظروف أمنية جيدة».