لقاء طنجة: إجماع على ضرورة تقوية دور العنصر النسوي في صنع القرار

نظمه المركز الأفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء

TT

دعا مسؤولون وخبراء ينتمون لعدد من البلدان الأفريقية في ندوة قارية بطنجة (شمال) إلى الرقي بمساهمة النساء في اتخاذ القرارات والاضطلاع بمسؤوليات التسيير العمومية، وسبل تمكين النساء من ولوج مناصب صنع القرار في القطاعين العام والخاص.

ويهدف هذا اللقاء، الذي أنهى أشغاله أمس ونظمه المركز الأفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء (كافراد)، إلى تمكين النساء من بلوغ مناصب مسؤولية أرفع، حسب عدد من المداخلات التي ألقاها مشاركون في اللقاء.

وحسب المنظمين، فإن هذا اللقاء يأتي في إطار توعية كبار الموظفين والمسؤولين الإداريين بالمؤسسات والإدارات العمومية «بأهمية دور النساء المتنامي في مناصب صنع القرار، ومحاولة تحديد مجموعة إجراءات قد تشكل مبادئ استراتيجية أفريقية لدعم حضور النساء في مناصب المسؤولية».

وعلى الرغم من أن المرأة الأفريقية، والمغربية بشكل خاص، وصلت خلال العقدين الأخيرين إلى مناصب على قدر كبير من الأهمية، بما فيها مناصب سلطة لم يسبق أن وصلتها من قبل امرأة، فإن المشاركين في لقاء طنجة اعتبروا أنه لا يزال هناك طريق طويل من أجل أن تثبت المرأة مزيدا من الكفاءة، ولم لا مزيدا من الشهية المفتوحة نحو مناصب أرفع.

وقال محمد صالح شيهو، الباحث الأفريقي في مجال استراتيجيات التسيير وإصلاح المرافق العمومية، إن هناك «مجموعة مرتكزات أساسية قد تشكل منطلقات عمل للرقي بمساهمة النساء في اتخاذ القرارات والاضطلاع بمسؤوليات التسيير العمومية». وعدد شيهو هذه المرتكزات في «توقيع أغلب بلدان القارة على المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة، ونهج أغلب البلدان الأفريقية لتمييز إيجابي محدود لدعم مشاركة النساء في الساحة السياسية، وإقرار المسؤولية المشتركة بين الرجل والمرأة في تدبير شؤون الأسرة».

وطالب الباحث الأفريقي بمحاربة الميز المهني الذي تعاني منه المرأة، خصوصا في مجالات المناصب والأجور والتعويضات، وألح على ضرورة تمدرس الفتيات لولوج شعب التكوين العالية، والاعتراف بكون المرأة تتوفر على المؤهلات والكفاءة اللازمة لتولي المسؤولية.

واعتبر شيهو أن «ضعف تمثيل النساء في مناصب المسؤولية بالقطاعين العام والخاص ليس حكرا على دول العالم الثالث، بل هو ظاهرة كونية تهم حتى أكثر الدول تقدما في مجال المساواة بين الجنسين، مشيرا إلى أن دراسة أميركية أبرزت أن من بين كل عشرة من كبار المسؤولين بالولايات المتحدة ، توجد امرأة واحدة فقط».

من جهتها، قالت الخبيرة الكاميرونية في مجال الإدارة العمومية، كوليت فلورانس، إن النساء حققن تقدما ملموسا في مجال المشاركة السياسية وشغل مناصب القرار مقارنة بسنوات الستينات.

وأشارت فلورانس إلى دراسة أبانت أنه من بين نحو خمسة آلاف منصب مسؤولية بالإدارات العمومية بالكاميرون، تحتل النساء نحو 25 في المائة فقط، وتقل هذه النسبة مع ارتفاع درجة المسؤولية بالإدارات والمصالح المركزية.

وعرف لقاء طنجة أيضا مناقشة محاور أخرى تتعلق بتقنيات تطبيق التسيير العمومي ودعم النساء، وموضوع تطور النساء مهنيا في الإدارات العمومية، وتقوية قدرات النساء في أفق خلق شراكة إستراتيجية للنهوض بالمرأة.