نيجيرفان بارزاني من أربيل: اتفقنا مع المالكي على حسم جميع القضايا العالقة

رئيس حكومة كردستان: سياسات الشهرستاني النفطية فاشلة وتسببت في تراجع الإنتاج

TT

أكد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان أن مباحثاته الثنائية مع الرئيس التركي عبد الله غل في بغداد تناولت القضايا والمسائل التي كانت موضع الخلاف بين الجانبين، في مسعى مشترك لتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإقليم وتركيا.

وأضاف بارزاني في مؤتمر صحافي عقده الليلة الماضية في مطار أربيل، فور عودته من بغداد، أن لقاءه مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أثمر عن نتائج وصفها بالطيبة، وقال «اتفقنا على تطبيع العلاقات وتنقية الأجواء بين أربيل وبغداد، وسيصل الإقليم في وقت لاحق وفد عن السلطات الاتحادية بغية حسم جميع القضايا العالقة بشكل فعلي». وأردف رئيس حكومة الإقليم قائلا «لقد أكدنا في مباحثاتنا مع الحكومة العراقية على ضرورة العمل على حل كل المشاكل والقضايا العالقة عبر الحوار البناء وتبادل الآراء، وليس على قاعدة من هو الأقوى».

وجدد بارزاني انتقاده الشديد للسياسات التي تنتهجها وزارة النفط العراقية قائلا «سياسة وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني فاشلة وغير ناجحة، وتسببت في تراجع إنتاج العراق من النفط، وقد بحثت هذا الأمر مع رئيس الوزراء نوري المالكي، لكون المسألة لا تخص الإقليم وحسب، بل العراق بشكل عام». وحول ما إذا كان إقليم كردستان مستعداً لتصدير النفط إلى الخارج من حقوله التي يجري تطوير بعضها حالياً قال بارزاني «نحن مستعدون لتصدير النفط من حقول الإقليم شريطة أن توافق السلطات الاتحادية في بغداد على ذلك، لأن النفط هو ثروة لكل العراقيين ويتم تقسيم عائداته على جميع أرجاء العراق، وأن الإقليم لا يحصل سوى على حصته الدستورية من تلك العائدات والبالغة 17%».

وأوضح رئيس حكومة الإقليم أن العراق يمر الآن بأزمة حقيقية في مجال إنتاج النفط، إذ إن المليارات الثمانية التي خُصصت لتطوير القطاع النفطي في العراق وتحسين مستوى الإنتاج، لم تأت بنتائج إيجابية بل على العكس أسفرت عن تراجع مستويات الإنتاج». وأضاف «والسبب في ذلك يعزى إلى السياسة الفاشلة والخاطئة التي اتبعها وزير النفط في هذا المجال».

ويسود التوتر منذ أشهر بين بغداد وسلطات إقليم كردستان بسبب خلافات حول عدد من القضايا المهمة مثل قانون النفط والغاز ومجالس الإسناد والصلاحيات ضمن الفيدرالية التي يؤكدها الدستور، وخصوصاً التقاطع بين سلطات المركز والإقليم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يتهم الأكراد رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه يحاول توحيد العرب ضدهم عبر تحريك مشاعرهم القومية للاصطفاف وراءه لنيل التأييد في الانتخابات المقبلة، ومحاربة خصومه السياسيين.

وحول موقف حكومة الإقليم الرسمي حيال تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني في مناطق جبال قنديل داخل أراضي الإقليم قال رئيس الحكومة «إن حكومة الإقليم ترفض وجود أي جماعة مسلحة تتخذ من أراضي الإقليم منطلقاً لها لمهاجمة دول الجوار، كما أن الحكومة ترى أن هذا النوع من المشاكل يعالج بالطرق السياسية، لا باستخدام القوة والسلاح»، معرباً عن الأمل في أن يتوقف القصف والغارات الجوية التركية على المناطق الحدودية للإقليم، ومشدداً في الوقت ذاته على أن حكومة الإقليم ليست بصدد حياكة المؤامرات ضد أي طرف أو جهة معينة. وقال «نسعى بجد لإقامة علاقات طيبة مع جميع دول الجوار».

وبخصوص مقترح الرئيس العراقي جلال طالباني الأخير الذي خيّر فيه حزب العمال إما بإلقاء سلاحه أو الرحيل عن أراضي إقليم كردستان العراق، قال بارزاني «ليس من المنطقي أو المعقول السماح لمجموعة مسلحة بالانطلاق من أراضي الإقليم لشن هجمات مسلحة ضد دولة جارة والعودة ثانية إلى مواقعها، فذلك أمر مخالف للدستور العراقي، الذي تكن له تركيا احتراماً، وتؤكد استعدادها للتعامل مع إقليم كردستان وفقاً لمضامين ذلك الدستور». وأردف رئيس حكومة الإقليم يقول «المشاكل والقضايا بين الإقليم وتركيا لا تحل باجتماع أو لقاء واحد، ورغم ذلك فقد حققنا تقدماً كبيراً وملموساً، ونحن متفائلون إزاء تطور علاقاتنا مع الجارة تركيا». وبخصوص أسباب عدم زيارة الرئيس التركي لإقليم كردستان قال رئيس الحكومة «لم تكن هناك مذكرة رسمية بخصوص زيارة الرئيس التركي لإقليم كردستان».