مصادر إعلامية أميركية: طائرات إسرائيلية انطلقت من إيلات وقصفت 17 شاحنة في بورسودان «محملة بأسلحة إيرانية إلى حماس»

أولمرت يلمح إلى أن سلاح الجو قصف مواقع في السودان وسورية وهدد: سنضرب الإرهاب في كل مكان قريبا كان أو بعيدا

TT

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، أمس ولأول مرة بهذا الوضوح، إلى أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي هي التي قصفت شاحنات سلاح إيراني وهي على الأرض السودانية، متوجهة إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية.

وكان أولمرت يتكلم، أمس، في مؤتمر أبحاث في هرتسليا شمال تل أبيب، في وقت خرجت فيه الصحافة الإسرائيلية باستهداف عشرات الشاحنات في السودان تحمل أسلحة إيرانية إلى حماس، في الأيام الأخيرة من الحرب على قطاع غزة. فقال ملمحا إن «إسرائيل تعمل في أماكن قريبة وبعيدة لما يعزز قوة الردع لديها. وكلما دعت الحاجة، سوف تضرب لتقويض البنى التحتية لتنظيمات الإرهاب أينما كان، في الشمال وفي الجنوب. ولا حاجة بنا للدخول في تفاصيل. أبحروا في تشغيل خيالكم. واعلموا أن من يجب أن يعرف، يعرف».

يذكر أن التعقيب الرسمي الإسرائيلي حول الأنباء بخصوص قصف الأراضي السودانية رفض التأكيد أو نفي النبأ. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن «إسرائيل غير معتادة على إعطاء تعليق حول أنباء تنشر في الخارج بخصوص نشاطاتها الأمنية». وتجدر الإشارة إلى أن الحديث الإسرائيلي يجري عن عملية تهريب أسلحة كبرى وقيام طرف ما بتدميرها، تعتبر سرا مكشوفا في السودان، ونشر في موقع سوداني في الانترنت تصدره أوساط سودانية معارضة من باريس باسم «سودان تريبيون». ولكن أحدا لم يتهم إسرائيل في حينه، بل قيل إن طائرات أميركية هي التي قصفت.

وحسب مصادر مصرية فإنه قبل أسبوعين، توجه قادة القبائل البدوية في الصحراء السودانية الشرقية بغضب الى الحكومة طالبين جثامين أبنائهم الذين قتلوا في الغارة ومعرفة ما الذي جرى لهم بالضبط. وحصل المنعطف يوم أمس عندما بثت إذاعة «سي. بي. أس» الأميركية تفاصيل جديدة في الموضوع، على النحو التالي:

خلال الأيام الأخيرة من الحرب على قطاع غزة، تلقت إسرائيل معلومات متقاطعة تشير الى ان سفينة محملة بالأسلحة انطلقت من ايران وتجاوزت بحر العرب ووصلت الى اليمن. ومن هناك انتقلت الى ميناء بور سودان. فأفرغت حمولتها، في 17 شاحنة. وانطلقت القافلة نحو الشمال سالكة الطريق الصحراوي، الذي اعتاد السير فيه مهربو السلاح من السودان ومصر وهو يعبر الأراضي المصرية أيضا وقناة السويس ثم شبه جزيرة سيناء المصرية، ومن هناك تدخل عبر الأنفاق الى قطاع غزة. وحسب المعلق العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، فإن اسرائيل وجدت فارقا كبيرا بين الصواريخ الموجودة بأيدي مقاتلي حماس في قطاع غزة، وغالبيتها بدائية محلية الصنع، وبين الصواريخ التي تصل من ايران وهي ذات قدرات عالية. وألمح فيشمان الى ان الصواريخ التي حملتها تلك الشاحنات كانت بجودة عالية ومداها يصل الى 70 كيلومترا، مما يعني انها ستصل الى جنوب تل أبيب. وفي عودة الى النبأ الذي بثته «سي بي أس»، فقد انطلقت الطائرات الإسرائيلية المتطورة من طراز «أف – 16» من مطار ايلات العسكري عبر سماء البحر الأحمر، ودخلت الأجواء السودانية وأغارت على القافلة. فدمرتها بالكامل وقتلت كل من كان على متن الشاحنات، وعددهم 39 شخصا بينهم إثيوبيون وإرتريون وسودانيون، باستثناء مواطن إثيوبي واحد، وجرح مئات المواطنين من المارة، وعادت الطائرات الإسرائيلية إلى قواعدها.

وتحدث فيشمان عن ضرورة وجود معلومات استخبارية دقيقة لدى اسرائيل من موقع انطلاق الأسلحة (إيران) وحتى موطئ تسليمها (حماس) وعلى أعلى المستويات القيادية، لكي تتمكن من معرفة التفاصيل الدقيقة عن هذه العملية والتمكن من تدميرها قبل وصولها الى الهدف. وأكد ان مثل هذه العملية ما كانت لتنفذ لولا التنسيق مع الولايات المتحدة، مشيرا الى انه في تلك الأيام كانت اسرائيل والولايات المتحدة تديران مفاوضات مكثفة أفضت الى اتفاق بين اسرائيل وحلف شمال الأطلسي يقضي بمكافحة تهريب الأسلحة الى قطاع غزة. وفي حينه ضبطت سفينة ايرانية تقل السلاح في البحر الأبيض المتوسط وتم جر السفينة الى ميناء ليماسول في قبرص حيث تمت مصادرة الأسلحة. يذكر انه في حالة كانت هذه الأنباء صحيحة، فإنها لا تكون هذه المرة الأولى التي تعمل اسرائيل فيها خارج الحدود. فعلى صعيد السودان، قامت القوات الإسرائيلية بتهريب ألوف اليهود الفلاشا من إثيوبيا عبر الأراضي السودانية في سنة 1985. ووفقا لما لنشر في الخارج، عملت القوات الإسرائيلية في سورية، حيث تم قصف مبنى في طور البناء في دير الزور في سبتمبر (أيلول) 2007 قيل انه معد لبناء مفاعل نووي سوري، وتم اغتيال عماد مغنية، قائد الجناح المسلح في حزب الله اللبناني، في دمشق في مارس (آذار) 2008 واغتيال الجنرال السوري يوسف سلمان، الذي يقال إنه المنسق لموضوع المفاعل النووي وللعلاقات مع إيران وحزب الله.