أصدرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية عددها الورقي اليومي الأخير اليوم، على أن تستمر في الصدور عبر شبكة الإنترنت، مع توفير طبعة ورقية أسبوعية للمشتركين، وهي الخطوة التي كانت الصحيفة أعلنت عنها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتعاني الصحيفة التي فازت بسبع جوائز قيمة في تاريخها من تراجع عدد قرائها وهبوط عائداتها الإعلانية وهي لم تعد تطبع سوى 50 ألف نسخة، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح رئيس التحرير، جون يما، أن المشتركين سيحصلون على طبعة يومية بالإضافة إلى بريد إلكتروني يومي بالمقالات الأساسية ولكن مجمل النشاطات ستتحول إلى موقعها الإلكتروني.
وقال جون يما لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا متأكد أن الأمر سيكون صعباً في الأيام الأولى ولكن بعد ذلك سوف ترون أن الموقع سيكون مختلفاً لأن العمل فيه سيكون طيلة النهار مع محتويات جديدة. وننوي على المدى الطويل أن نعمل ليل نهار».
وأضاف أن عدد العاملين في الصحيفة لا يتعدى الثمانين موظفاً ولكن الصحيفة تحتفظ بثمانية مكاتب في الخارج وستة مكاتب في الولايات المتحدة بالإضافة إلى بوسطن وواشنطن وكذلك تحتفظ بشبكة مراسلين مؤقتين.
وستسجل الصحيفة خلال السنة المالية الحالية التي تنتهي نهاية أبريل (نيسان) خسارة سنوية بقيمة تقارب 19 مليون دولار. وكانت الصحيفة تأسست عام 1908 كصحيفة يومية، وهي حتى اليوم تحظى بتأثير على الطبقة السياسية في واشنطن، كما أنها كانت لها سمعة مهنية طيبة وسط الصحافيين، ونالت الصحيفة جائزة «بوليتزر» الصحافية الشهيرة سبع مرات، كما أن ثلاثة من رؤساء تحريرها انتخبوا رؤساء لجمعية رؤساء تحرير الصحف الأميركية ويعتقد كثيرون أنها ذات توجه ديني لسببين: أولا دلالات الاسم «كريستيان» الذي يعني «مسيحي»، والسبب الثاني أن مؤسسها رجل دين ينتمي إلى أول كنيسة تأسست في مدينة «بوسطن» ويدعى ماري باكر أدي، إلا أن هذا الاستنتاج ليس صحيحاً ولا تحتوى الصحيفة سوى على مقال ديني واحد.
واقترن اسم الصحيفة بالمنطقة العربية باختطاف الصحافية جيل كارول في العاصمة العراقية بغداد، حيث بقيت بين أيدي خاطفيها مدة 83 يوماً وأطلق سراحها في مارس (آذار) عام 2006، وكانت تعمل مراسلة متعاونة مع الصحيفة عندما اختطفت لكنها تم توظيفها ضمن طاقم الصحيفة بعد إطلاق سراحها. ونشرت كارول مذكراتها في 11 حلقة في الصحيفة.