قيادي أصولي باكستاني: الغارات الأميركية تبرر قتال القوات الأجنبية

احتجاجا على غارات أميركية محتملة على إقليم بلوشستان

TT

قال رجل دين أصولي إن توسيع حرب أميركا السرية في باكستان إلى إقليم بلوشستان سيبرر الجهاد وسيؤدي إلى حشد المزيد من الشباب لمكافحة القوات الأجنبية في أفغانستان. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ذكرت الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تدرس توسيع حربها السرية إلى بلوشستان، وهو إقليم شاسع من الصحارى والجبال والواقع على الحدود الجنوبية لأفغانستان. وحتى الآن اقتصرت غارات الصواريخ التي تشنها طائرات من دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية التي تعترض عليها باكستان، على مناطق قبائل البشتون إلى الشمال من بلوشستان وتستهدف غالبيتها مناطق في وزيرستان الشمالية والجنوبية. وقال نور محمد، وهو رجل دين أصولي معروف يدير مدرسة دينية في كويتا عاصمة بلوشستان في إشارة لغارات أميركية محتملة على الإقليم: «تحاول أميركا إخافتنا، لكن هذا لن يجدي نفعا».

وقال: «أميركا حمقاء، لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى إجبار المزيد من الاشخاص هنا على التصدي له»ا.

ونفى محمد، 60 عاما، بينما كان في غرفة بمبنى مدرسته، أي سياسة لإرسال شبان من مدرسته لقتال القوات الغربية في أفغانستان. لكنه قال إن من واجب كل مسلم فعل ذلك. وأضاف: «إذا احتل الكفار أرضا مسلمة، فيجب على كل المسلمين الجهاد. الدعوة للجهاد واجبي». وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده لا تحرز تقدما في الحرب بأفغانستان، وذلك بعد أكثر من سبع سنوات على إطاحة قوات تقودها الولايات المتحدة بحركة طالبان. ومن المقرر أن يعلن أوباما نتيجة مراجعة سياسة أميركا في أفغانستان وباكستان في الأيام المقبلة. ويقول مسؤولون أميركيون إن النجاح في أفغانستان مستحيل من دون حل مشكلة الملاذات الآمنة للمقاتلين في باكستان. ويبدو أن دعم المقاتلين قوي في منطقة بشتون أباد على مشارف كويتا، حيث كتبت على حوائط في شارع يؤدي إلى مدرسة محمد شعارات مثل عاش الملا عمر زعيم طالبان.

وقال مسؤولون أفغان وأجانب في كابل منذ وقت طويل إنهم يعتقدون أن قادة طالبان، ومن بينهم الملا عمر، يختبئون في بلوشستان، وهو ما تنفيه باكستان. ويقول مسؤولون في كابل أيضا إن الشبان يتدفقون من المدارس الدينية في باكستان إلى أفغانستان للانضمام إلى طالبان ويصبحون انتحاريين. وقال محمد: «ننشر رسالة مفادها أن طالبان وأسامة بن لادن تبنيا النهج الصحيح، وأن هذا هو الحل لكل المشكلات». وتقول باكستان منذ سنوات إنها تريد إصلاح المدارس الدينية فيها، لكنها لم تفعل كثيرا في هذا الصدد. وقال محمد إنه لا يوجد ما يمكن للحكومة عمله للحد من الحماسة للجهاد. وقال الميجور جنرال سليم نواز رئيس قوات أمن الحدود في بلوشستان، إن غارات الطائرات من دون طيار في بلوشستان لن تنجح سوى في تأجيج التشدد. وأضاف أنه لا توجد ملاذات آمنة لطالبان في الإقليم، وأن المدارس الدينية هناك، والتي يفوق عددها الألف، لا تدعم طالبان. وقال نواز إن الولايات المتحدة يجب أن تحاول التحدث إلى عناصر معتدلة في طالبان، وهو احتمال أثاره أوباما.