كوريا الشمالية تحذر من فرض عقوبات دولية عليها.. وتتوعد بالعودة إلى نشاطها النووي العسكري

محادثات أميركية مع اليابان وكوريا الجنوبية في واشنطن اليوم لبحث أزمة الصواريخ

TT

حذرت كوريا الشمالية من فرض عقوبات عليها، وتوعدت بأنها ستعيد العمل في مفاعل نووي ينتج بلوتونيوم يمكن أن يدخل في صناعة الأسلحة. وأصرت أمس على الدفاع عن حقها «باستكشاف الفضاء»، ردا على التحذيرات الأميركية واليابانية والكورية الجنوبية لها قبل أيام قليلة من إطلاق بيونغ بيانغ لصاروخ تقول انه قمر صناعي. وقد دفع عناد كوريا الشمالية ومضيها قدما بالتحضير لإطلاق الصواريخ بين 4 و8 أبريل (نيسان) المقبل، بحسب ما أعلنت سابقا، بالدول الثلاث المعنية مباشرة بالنقاش حول الملف النووي الكوري الشمالي، إلى عقد اجتماع ثلاثي في واشنطن اليوم للتباحث بعزم بيونغ يانغ على إطلاق الصواريخ. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس ان الولايات المتحدة ستجري في واشنطن محادثات ثنائية حول كوريا الشمالية مع ممثلين عن كل من كوريا الجنوبية وعن اليابان، مشيرة إلى أن اجتماعا ثلاثي الأطراف «قد يعقب» هذه المحادثات الثنائية المنفصلة.

ولكن كوريا الشمالية استبقت اجتماع الدول الثلاث، وحذرت من أنها ستعتبر أي إجراء يتخذه مجلس الأمن الدولي لمعاقبتها «عملا عدائيا». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية في تعليقات بثتها وكالة الأنباء الرسمية: «كل العمليات لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ستعود إلى ما كانت عليه قبل بدايتها وستتخذ كافة الإجراءات القوية الضرورية».

وكانت بيونغ يانغ قد جمدت العمل في مفاعلها النووي المتقادم وبدأت تفكيك محطة يونجبيون الذرية بموجب اتفاق وقعته القوى الإقليمية عام 2005 دعا إلى تقديم مساعدات اقتصادية وعلاقات دبلوماسية أفضل في المقابل مع الشمال المنعزل. وبرغم الاتفاق أجرى الشمال تجربة نووية عام 2006. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارة للمكسيك إن إطلاق الصاروخ سيكون ضربة للمحادثات السداسية الرامية لإنهاء برنامج بيونغ يانغ للتسلح النووي. وتعثرت المحادثات في ديسمبر (كانون الأول) بسبب خلاف حول طريقة التحقق من تفكيك الشمال لمنشآته النووية. وكررت كلينتون في تصريحات للصحافيين تحذيرات سابقة من أن الأمر قد يؤدي إلى تحويل الملف الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية، وأضافت: «هذا العمل الاستفزازي... لن يمر مرور الكرام وستكون هناك عواقب».

وجاء ذلك في وقت كانت أعربت فيه سيول أن عزم كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ يشكل «تحديا واستفزازا خطيرين» للأمن الإقليمي، بعدما اكد مسؤول اميركي الاربعاء ان صاروخا وضع على منصة إطلاق. وأشار ون تاي جيا الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، الى ان كوريا الشمالية تواصل التحضير لعملية إطلاق رافضا تأكيد المعلومات الأميركية. وكان مسؤول اميركي قد أكد أول من أمس ان بيونغ يانغ قامت فعلا بوضع صاروخ على منصة اطلاق. واوضح ان الصاروخ وهو من طراز «تايبودونغ 2» بعيد المدى. ونقلت محطة «ان بي سي» التلفزيونية عن مسؤولين اميركيين قولهم ان «جزءا من الصاروخ يمكن رؤيته اما القسم الاعلى منه فوضع عليه غطاء». وبعد وضعه على منصة الإطلاق ستكون كوريا الشمالية بحاجة لعدة أيام لتزويده بالوقود. وبإمكان هذا الصاروخ من الناحية النظرية حمل رأس حربي والوصول الى ولاية الاسكا الاميركية. وفشل الاختبار الوحيد السابق للصاروخ «تايبودونغ 2» إذ انفجر بعد ثوان من إطلاقه في عام 2006.

وكان النظام الكوري الشمالي تسبب في أزمة دولية في صيف عام 1998 عندما أطلق صاروخا بعيد المدى من طراز «تايبودونغ 1» حلق فوق جزء من الأراضي اليابانية قبل أن ينهي رحلته في المحيط الهادئ. وهذه المرة أبلغت بيونغ يانغ منظمة الطيران المدني الدولية والمنظمة البحرية الدولية بنيتها وضع ما قدمته على أنه «قمر اصطناعي للاتصالات» في المدار انطلاقا من موقع الإطلاق في كوريا الشمالية بين الرابع من أبريل (نيسان) والثامن منه. لكن واشنطن وطوكيو وسيول تخشى أن يكون ذلك تجربة جديدة لصاروخ بعيد المدى.