البنتاغون ينتقد تسلح الصين وتطوير ترسانتها العسكرية سرا

بكين تتهم واشنطن بتشويه الواقع وتقترح وقف نشر التقرير السنوي تجنبا لتدهور العلاقات

TT

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن التحول العسكري في الصين شهد زخما خلال السنوات الأخيرة، وإن الصين تسعى للحصول على التكنولوجيا والأسلحة لكي تشوش على التقدم التقليدي للقوات المسلحة الأميركية، واعتبرت أن «السرية المحيطة» بتطورها العسكري قد تتسبب في خلق سوء تقدير من الطرفين. وأضاف البنتاغون في تقريره السنوي حول الصين، الذي يقدمه للكونغرس، أن بناء الجيش الصيني يفرض تساؤلات مقلقة «لأن بكين لم توضح نواياها ولم تكشف علانية عن إنفاقها الدفاعي». وأضاف التقرير أن «هناك حالة كبيرة من عدم اليقين تحيط بمسار مستقبل الصين، وتحديدا ما يتعلق بكيفية استخدام قوتها العسكرية المتنامية».

وأشار التقرير إلى أن الصين تواصل حشد صواريخها قصيرة المدى في مواجهة تايوان، الجزيرة التي انفصلت عن الصين عقب الحرب الأهلية الشيوعية. وتعتبر الصين تايوان إقليما مارقا، وهددت باستخدام القوة العسكرية إذا أعلنت تايبيه استقلالها رسميا. وأضاف التقرير أن «القوات المسلحة الصينية تطور على وجه السرعة قدراتها القهرية بغرض ردع تايوان من الاستقلال الفعلي»، وقال البنتاغون إن «نفس هذه القدرات يمكن أن تستخدم مستقبلا للضغط على تايوان لتسوية نزاع عبر المضيق وفقا لشروط بكين».

وقال التقرير إنه في حين ما زالت تعتبر قدرة الصين على امتلاك قوة عسكرية على مسافات بعيدة محدودة، فإن تطوير التكنولوجيات «المدمرة» في قطاعات الحرب النووية والفضائية والإنترنت تغير توازن القوة العسكرية في منطقة آسيا والباسيفيكي. وأشار التقرير إلى أن جيش التحرير الشعبي يتحول من جيش ضخم مخصص لدخول حروب استنزاف طويلة على أراضيه، إلى جيش لديه القدرة على خوض معارك والفوز بصراعات قصيرة ذات كثافة عالية خارج حدوده.

وأعلن أن الصين استثمرت في التكنولوجيا الحديثة في حربي الإنترنت والفضاء، إضافة إلى الحفاظ على تطوير ترسانتها النووية. وأضاف أن الجيش الصيني يطور أيضا أسطوله من الغواصات، ويطمح إلى أن يبني عددا من حاملات الطائرات الجديدة. وأشار التقرير أيضا إلى أن الصين باعت أسلحة تقليدية للعالم بقيمة 7 مليارات دولار أميركي بين عامي 2003 و2007، ومعظم هذه الأسلحة اشترتها باكستان.

ورفضت الصين التقرير الأميركي واعتبرته «تشويها فاضحا للواقع»، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كين غانغ في مؤتمر صحافي عقده في بكين: «إنه تشويه فاضح للواقع، والصين تعارضه... التقرير الذي نشره الأميركيون يواصل التلويح بالحجة الزائفة المتمثلة في الخطر العسكري الصيني». واقترح أن يوقف البنتاغون نشر التقرير السنوي تجنبا «لمزيد من الضرر في العلاقات العسكرية بين الطرفين».

ويأتي تقرير البنتاغون إلى الكونغرس بشأن الجيش الصيني بعد مواجهة بين الأسطولين الأميركي والصيني في بحر الصين الجنوبي في وقت سابق من الشهر الحالي، وقد تبادل الجانبان اللوم بشأن هذا الحادث الذي وقع في 8 مارس (آذار)، عندما اقتربت خمس سفن صينية من سفينة تابعة للبحرية الأميركية. واتهم البنتاغون الصينيين بمضايقة السفينة الأميركية في المياه الدولية، بينما قالت بكين إن السفينة كانت تعمل بشكل مخالف.

وقال الناطق باسم البنتاغون، جيف موريل، إن الولايات المتحدة دعت مرات عديدة إلى حوار وشفافية مع الحكومة الصينية والجيش، وأشار إلى أنه يجب النظر إلى التقرير على أنه يدعو إلى إجراء اتصالات «أعمق وأوسع وعلى مستوى أرفع» مع الصينيين.

وكانت الصين قد علقت العلاقات على المستوى الرفيع مع البنتاغون في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ردا على قرار إدارة بوش ببيع معدات عسكرية لتايوان تبلغ قيمتها 6,5 مليار دولار، إلا أن العلاقات بين البلدين بدت وكأنها تحسنت بعد أن أجرى مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأدنى، دايفيد سيدني، محادثات استمرت يومين مع نظيره الصيني الشهر الماضي.