سفير بريطانيا في العراق: رفض العراقيين للعنف وتوقيع الاتفاقية الأمنية غيرا سلوك إيران

لندن تستعد لتوقيع اتفاقية عسكرية طويلة الأمد مع بغداد تشمل حماية المياه الإقليمية

TT

صرح السفير البريطاني في العراق كريستوفر برنتيس، أن الدور الإيراني في العراق تغير بسبب رفض الشارع العراقي للعنف وتوقيع الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن، مشددا على أهمية التطورين في استقرار العراق وتوسيع سيادته. وأضاف برنتيس في لقاء مع صحافيين في لندن أمس، أن تحسن علاقات إيران مع المجتمع الدولي سيكون له تأثير إيجابي على العراق، مطالبا إيران بعدم النظر إلى العراق على أنه «ملعب لتظهر عداءها للغرب على حساب العراق». واعتبر برنتيس أن وصف المرشح لمنصب السفير الأميركي في العراق كريستوفر هيل لإيران بأنها «مشكلة ليس مفاجئا»، ولكنه أوضح أنه «تاريخيا، إيران عملت في العراق بنوايا سيئة، فقد مولت ودعمت وسلحت ميليشيات في كافة أنحاء البلاد... ولكن ذلك لا يمثل الأولوية لإيران اليوم، فقد تراجعوا نسبيا عن هذه السياسة، لأنه ثبت أنها منافية لمصالحهم في العراق». ورأى برنتيس أن «نقطة التحول في السلوك الإيراني كانت حول ارتباطهم مع مقتدى الصدر والعنف بين الأطراف الشيعية في كربلاء عام 2007، الذي رفضه العراقيون».وأضاف أن توقيع العراق على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة عامل آخر في تراجع التأثير السلبي الإيراني على العراق، قائلا: «إيران عارضت هذه الاتفاقية علنا، وعملت من أجل عدم توقيعها، ولكن في النهاية كانت اتفاقية يمكن لكل العراقيين أن يفتخروا بها». واعتبر برنتيس أن «جزءا من قلق إيران هو عودة العراق إلى مركز الصدارة بالنسبة للشيعة، مع الأهمية التاريخية للنجف وكربلاء»، مشيرا إلى أن «الأحزاب الأقرب من إيران تراجعت في الانتخابات المحلية الأخيرة، وحتى إن لم تكن مخلوقات السياسة الإيرانية، ولكن لديهم هذه الصورة لدى العراقيين الذين يريدون الدفاع عن المصالح العراقية». وحول الاتفاقية الأمنية والاستراتيجية العسكرية في العراق، قال برنتيس إن «استراتيجية الرئيس (الأميركي باراك) أوباما فيها التوازن الصحيح، تأكيد سحب القوات الأميركية، ولكن من دون الإسراع في المغادرة في وقت العراق بحاجة لهم». وعبر برنتيس عن ثقته في توقيع مذكرة التفاهم بين العراق والمملكة المتحدة لتنظيم العلاقات العسكرية بين البلدين بعد انسحاب غالبية القوات البريطانية من العراق هذا الصيف من دون عراقيل. وأوضح أنه «لن تكون هناك نهاية للعلاقة العسكرية، فستكون علاقات دائمية، تشمل حماية المياه السيادية» العراقية. ولفت إلى أن «أكبر المتطلبات في العراق اليوم هي ما يمكن أن يقدمه المجلس الثقافي البريطاني للعراق والشركات البريطانية». وأضاف أن العلاقات بين لندن ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «جيدة ووثيقة»، مؤكدا على أن «نقاط التماس جزء من السابق، وكانت جزءا طبيعيا وحتميا لعملية تثبيت السيادة العراقية».

وامتنع برنتيس عن الخوض في تفاصيل حول الرهائن البريطانيين الخمس المحتجزين في العراق منذ عام 2007، قائلا إن «قضية الرهائن تأتي في إطار أوسع للمصالحة الوطنية في العراق». وأضاف: «أصبح الأمر أوضح لدى الخاطفين بأن احتجاز الرهائن له تأثير سلبي على مصالح الخاطفين»، مشددا على أهمية «عودة جميع الأطراف إلى العملية السياسية». وأضاف: «مثل ما تقولون، إن شاء الله هناك تطور إيجابي» بعد أن أرسل الخاطفون تسجيلا للرهائن إلى السفارة البريطانية في بغداد. وأكد برنتيس، الذي تولى مهامه في بغداد في سبتمبر (أيلول) 2007، أن «العلاقات البريطانية العراقية تنتقل إلى علاقات طبيعية ثنائية» هذا العام، مشددا على أن «دبلوماسية عام 2009 مختلفة تماما عن الأعوام السابقة لأنها طبيعية». وأضاف أن إنهاء قرار مجلس الأمن بموجد البند السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي كان يحد من سيادة العراق قد «أحدث تغيرا حقيقيا في العراق، هذه ليست فقط قضية تقنية». وتابع، أنه يشعر بالتفاؤل إزاء العراق الذي «يتمتع بشعور بالثقة واحترام أوسع في المنطقة خاصة... على الرغم من وجود مشكلات واختلاف في وجهات للرأي حقيقية جدا هناك». وصرح برنتيس أن بلاده تستعد لفتح تحقيق مفصل حول الحرب في العراق تغطي فترة اتخاذ قرار المشاركة في الحرب والعمليات العسكرية في البلاد. وأضاف: «لقد كانت مشاركة الجنود في العراق أطول من مشاركتهم في الحرب العالمية الثانية، ولا بد أن هناك دروسا علينا تعلمها».