خبير عسكري مصري يؤكد عدم حاجة الطائرات الإسرائيلية لعبور الأجواء المصرية أو التزود بالوقود كي تصل للسودان

القاهرة: لا نعلم من نفذ الهجوم ولا كيف وصلت الطائرات للمنطقة

TT

أكد مسؤول مصري، «أن القاهرة تعلم بأنه حدث هجوم عسكري، جوى شمال غرب مدينة بور سودان، السودانية، وأن شيئا ما تم ضربه هناك»، وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه «إننا لا نعلم من قام بالهجوم، ولا متى حدث ذلك، وكذلك لا نعرف الهدف الذي تم ضربه، ولا كيف وصلت الطائرات المهاجمة إلى تلك المنطقة في السودان؟».

لكن خبيرا عسكريا واستراتيجيا مصريا استبعد أن تكون الطائرات التي تحدثت التقارير الإعلامية عن أنها طائرات إسرائيلية، ونفذت الهجوم على شمال غرب مدينة بور سودان على البحر الأحمر، قد مرت من الأجواء المصرية، أو الأجواء السعودية، قائلا: «إن هذه الطائرات في حالة قيامها بالمهمة لا تحتاج إلى دخول أجواء البلدين». وأوضح أن «لدى إسرائيل ممرا جويا دوليا يبدأ من أجواء صحراء النقب ثم الدخول في الأجواء الدولية فوق خليج العقبة، والاستمرار في الطيران فوق البحر الأحمر، حتى أجواء السودان ثم الدخول إليها لتنفيذ المهمة».

ولفت اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والإستراتيجي في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن عدم مرور الطائرات الحربية الإسرائيلية في الأجواء المصرية، ليس غريبا، لكن الخطير هو: «لماذا لم ترصد أجهزة الرادار الطائرات الإسرائيلية أثناء تحليقها في الأجواء الدولية القريبة منها؟». وأوضح أن ذلك يعتبر مهمة عسكرية ليست صعبة على رادارات المنطقة، لكنه استدرك قائلا: «ربما تم رصد تلك الطائرات من قبل أجهزة الرادار، لكن هذه الطائرات بالنسبة لأجهزة الرادار، مجرد طائرات تحلق في الأجواء الدولية»، طالما أنها لم تقترب من الأجواء الإقليمية».

وأكد مظلوم، أن الطائرات الحربية العسكرية الإسرائيلية لا تحتاج إلى مساعدات لوجيستية، بما في ذلك التزود بالوقود، أثناء تنفيذ هذه المهمة، ذلك أن المسافة ليست طويلة إلى الحد الذي يتطلب ذلك، فضلا عن أن إسرائيل لديها طائرات تستطيع التزود بالوقود في الجو، وسبق أن نفذت الطائرات الإسرائيلية عمليات في مسافات أبعد من هذه المسافة.

ويعتقد اللواء جمال مظلوم، «أن الأمر لا يخرج عن شيء تم ويتم التخطيط له بإحكام في الخفاء ضد السودان، مثل التمهيد لحصاره أو أشياء من هذا النوع، بدعوى أن السودان متورط في تهريب أسلحة لحركة حماس بقطاع غزة الفلسطيني». واستغرب الخبير العسكري تعتيم كافة الجهات على الموضوع طوال هذه المدة (نحو شهرين ـ من نهاية يناير (كانون الثاني)، أو أول فبراير (شباط) الماضيين، ثم يتم الإعلان عنه الآن في خضم معركة السودان السياسية والقانونية مع المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية قرار المحكمة بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير.