مصر تكثف جهودها للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى في عهد أولمرت

وسط تقارير صحافية عن إحراز تقدم كبير

جنود اسرائيليون يحرسون معتقلين فلسطينيين خلال عملية عسكرية في بلدة حارس ، امس (ا ب)
TT

اعتبر مسؤول مصري مسألة وجود وفدي حركة حماس، وإسرائيل في القاهرة حاليا للتفاوض حول صفقة تبادل أسرى «تفاصيل لن تفيد المتابعين»، واستدرك قائلا: «المهم أن مصر تقود حاليا مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس».

ويتزامن ذلك مع تقارير صحافية إسرائيلية تفيد أن هناك تقدما كبيرا في مفاوضات الجندي الأسير جلعاد شاليط.

وأكد مسؤولون مصريون وفلسطينيون وإسرائيليون أن الجهد المصري من أجل إتمام الصفقة مستمر ولم ينقطع، بل تم تكثيفه هذه الأيام من أجل الاستفادة من الوقت المتبقي لحكومة إيهود أولمرت لإتمام الصفقة والتوقيع على الاتفاق قبل أن تتولى حكومة بنيامين نتنياهو السلطة الأسبوع المقبل.

وحول المعلومات التي تتردد عن وجود وفدين من حماس وإسرائيل في القاهرة، قال مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه تفاصيل لن تفيد المتابعين لهذا الملف كثيرا، إنما الأهم أن هناك مباحثات غير مباشرة ترعاها مصر، وهذه المباحثات لم تنقطع، وتم تكثيفها خلال الأيام القليلة الماضية».

وجدد مسؤول كبير في حركة حماس التأكيد على أن ملف تبادل الأسرى سيظل في يد مصر، مهما ساقت إسرائيل علينا الوسطاء، مشيرا إلى «أن إسرائيل تدفع بوسطاء إنجليز مرة، وألمان أخرى، وفرنسيين، وروس وعرب، للعمل، متجاوزين الوساطة المصرية، لكننا نؤكد أن هذا الملف عند القاهرة ولن يفرج عن شاليط إلا بالإفراج عن كامل عدد الأسرى، وهو 450 أسيرا، وبالمعايير التي وضعت من جانبنا، إضافة إلى 550 آخرين والأطفال والنساء والوزراء وأعضاء المجلس التشريعي». وحمل المسؤول في حماس مجددا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية فشل المفاوضات حتى الآن، وقال إن «حكومة إيهود أولمرت وافقت في البداية على الإفراج عن 450 أسيرا، لكن في المفاوضات الأخيرة تراجعت وعرضت الإفراج على 325، وأصرت على إبعاد 120 منهم، وهذا لم نقبل به، ولو أدى إلى أن يبقى شاليط 10 سنوات في الأسر أو أكثر». وكشف أن إسرائيل اقترحت سابقا تبديل المراحل، أي أن تفرج عن الـ550 في المرحلة الأولى، ثم عن الـ450 لاحقا، وهو ما رفضته حماس.. ونفى اتهامات إسرائيل لحركته بأنها تصلبت في موقفها، وقال: «مطالبنا كانت واضحة وثابتة ولم تتغير، والعدو الصهيوني تراجع». وبحسب أحد كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، فإن هذه المفاوضات، تجددت من خلال المصريين، وهذا ما أكدته أيضا حماس. وبحسب ما ورد أمس في صحيفة «معاريف»، فإن عقد الصفقة خلال الأيام المقبلة ممكن، خاصة إذا قدمت حماس قائمة جديدة تضم 125 اسما من الأسرى الفلسطينيين غير الأسماء التي سبق ورفضتها إسرائيل. وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن هذه الأسماء سيبحثها الجانب الإسرائيلي لإضافتها إلى 325 اسما التي سبق أن وافقت عليها إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن على حماس أن تستفيد من الوقت القصير المتبقي لحكومة أولمرت لإتمام الصفقة، لأن أي تأجيل للمفاوضات إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو سيؤجل الملف إلى أجل غير مسمى.

إلى ذلك أكد فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم حماس، أن حركته تلقت دعوة رسمية من القاهرة لاستئناف الحوار الوطني نهاية الأسبوع المقبل. وقال برهوم: «إن حماس ستواصل الحوار بروح منفتحة على جميع القضايا والملفات»، مبينا أن الحوارات ستبدأ من حيث انتهت. وشدد برهوم على ضرورة إعطاء كل القضايا الوقت الكافي واللازم للتناقش فيها، مؤكدا أن حركته لا تضع حدا زمنيا لأية قضية، موضحا في الوقت ذاته أن باب الحوار لن يبقى مفتوحا إلى الأبد في ظل أية مماطلة. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في قطاع غزة، رباح مهنا، أن الجبهة تلقت دعوة لاستئناف الحوار في العاصمة المصرية القاهرة في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل. وأكد مهنا ضرورة إنهاء الخلافات الفلسطينية التي أعاقت التوصل لاتفاق سابقا في أسرع وقت للالتفات إلى المخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية.