اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب تمهيدا لقمة الدوحة

هشام يوسف: ملف العلاقات العربية ـ الإيرانية يحتاج مناقشة هادئة وراء أبواب مغلقة

TT

تتواصل التحضيرات لعقد القمة العربية الدورية في العاصمة القطرية «الدوحة» نهاية شهر مارس (آذار) الجاري، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة «أنه تأكد مشاركة كل من الرئيس السوري بشار الأسد في قمة الدوحة، وكذلك العاهل المغربي الملك محمد السادس»، وأشارت المصادر إلى أنه من المقرر أن يصل القادة العرب إلى الدوحة تباعا، اعتبارا من يوم 28 مارس (آذار).

وأكدت المصادر أن القمة سوف تصدر قرارا منفصلا، ضد مذكرة توقيف الرئيس البشير، يؤكد الدعم العربي لموقف السودان في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية.

ووفقا لمصادر عربية، فإن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لن يحضر القمة العربية، مشيرة إلى أن قطر أبلغت ذلك إلى عدد من الدول العربية حتى لا تكون مشاركة الرئيس الإيراني مبررا لغياب بعض القادة العرب. وعلى صعيد التمثيل في القمة، تشير المعلومات المتسربة من كواليس الاجتماعات التحضيرية الحالية للقمة في الدوحة إلى مشاركة مغاربية كاملة، وتوقعات بحضور الرئيس السوداني عمر البشير، لكن وفقا للمصادر فإن الرؤية غير واضحة بالنسبة لمشاركة ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وبالنسبة لعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني فقد أكدت المصادر أن العاهل الأردني سيشارك في القمة، بصرف النظر عن الخلاف الأخير بين الأردن، وقناة «الجزيرة» القطرية.

وعلى الرغم مما قالته مصادر عن حصر تمثيل مصر على مستوى وزير الخارجية، فإن هناك مساحة تتحرك في الأفق لإمكانية مشاركة الرئيس حسنى مبارك. وحديث مستوى التمثيل في قمة الدوحة يدور في سياق أن هذه القمة سوف تشهد أكبر حضور على مستوى القادة، نظرا لحجم التحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية والأفكار المتعددة المطروحة من الدول العربية للتعامل مع الواقع العربي الراهن. ومع وصول الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ظهر أمس إلى الدوحة، أوضح السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام أن حركة المصالحات وما تم إنجازه يعد غير كاف، سواء بالنسبة للمصالحة العربية، وأيضا في ملف المصالحة الفلسطينية الذي يستكمل في الشهر المقبل بسبب غياب عناصر لم يتفق عليها بعد، وأفاد أن المصالحة العربية تستكمل وفق ما تم في الكويت والرياض، لتصل في الدوحة إلى ما يتناسب وحجم القضايا التي من المفترض أن يتعامل معها الجميع بمنهج يخدم كل المصالح العربية ويعزز التعاون العربي المشترك.

وعما إذا كان الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب الذي يبدأ مساء اليوم سوف يبحث في ملف العلاقات العربية ـ العربية، أوضح يوسف «أن الاجتماع يبحث في عدد من القضايا، ومن بينها هذا الملف، خاصة وأن الجامعة العربية تسلمت بعض الردود التي تتعلق بأفكار الأمين العام التي قدمها إلى الدول العربية، مؤخرا خلال جولته الأخيرة».

وحول ملف العلاقات العربية ـ الإيرانية، أوضح يوسف أن هذا الموضوع يحتاج إلى «مناقشة دبلوماسية هادئة خلف الأبواب المغلقة».

وعن استخدام إسرائيل الخلاف الفلسطيني مبررا لإغلاق أمل التسوية، أوضح يوسف أنه «لا يستقيم الأمر بهذا الأسلوب، ولا نريد من أحد استخدام هذا الخلاف الذي أوشك على الانتهاء في بناء المستوطنات»، وأكد أن هناك تفاهمات والتزامات وقعت عليها إسرائيل، وأفاد أن «وزراء الخارجية العرب أبقوا على مبادرة السلام وفق إطار زمني محدد»، وأضاف: «نحن ننتظر وصول جورج ميتشل الذي عينته الإدارة الأميركية مبعوثا في المنطقة بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية».

وحول ما يتردد عن تشكيل موقف عربي موحد للتعامل مع الإدارة الأميركية الراهنة ذكر يوسف «أن كل ما يهم العرب سوف يطرح في هذه القمة، ولكن ليس من المنتظر أن تحل هذه القمة كل القضايا العربية في يوم وليلة». وعلمت «الشرق الأوسط» أن اليمن طلب في تقرير قدمه إلى القمة، «دعم الحكومة السودانية ماديا، وكذلك دعم وتأييد رفض تعامل الخرطوم مع المحكمة الجنائية الدولية ردا على مذكرة أوكامبو، مع التأكيد على الدعم الكامل للرئيس البشير وحكومة السودان من أجل فرض الأمن والاستقرار والسلام».

وعلى صعيد التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، خلص وزراء الاقتصاد إلى إعداد جملة من مشاريع القرارات التي ستعرض على القادة العرب لإقرارها. وقال مصدر دبلوماسي عربي كبير شارك في الاجتماع إن هناك ثلاث قضايا رئيسية مقترحة ومقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت ولبنان.