مسلحون يغتالون قياديا في حزب البعث وشقيقه في كربلاء

اعتقال 12 شخصا بينهم صحافي في مداهمات أمنية بالضلوعية

سجين عراقي مع أمه بعد الإفراج عنه في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

فيما أفادت مصادر أمنية عراقية بأن مسلحين اغتالوا أحد قياديي حزب البعث العربي الاشتراكي المحظور دستوريا في العراق مع شقيقه في مدينة كربلاء (118 كم جنوبي العاصمة بغداد)، دعا خطيب شيعي في صلاة الجمعة في بغداد أمس رفض أي عودة لحزب البعث.

وأوضحت المصادر أن مسلحين مجهولين اغتالوا سامي جدوع عضو قيادة شعبة في تنظيمات حزب البعث المحظور مع شقيقه في المدينة ولاذوا بالفرار، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ». وكان المئات من البعثيين في العراق قتلوا بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في التاسع من أبريل (نيسان) 2003 على خلفية الغزو الأميركي للعراق واتساع أعمال العنف الطائفي فيما فر آخرون إلى خارج البلاد خوفا من بطش الميليشيات المسلحة، في حين اعتقلت القوات الأميركية الغالبية العظمى من القيادات العليا من أعضاء حزب البعث وأودعتهم المعتقلات.

وتنظر الحكومة العراقية حاليا في عودة البعثيين إلى الحياة العامة في العراق، ممن لم يتورطوا في جرائم ضد الشعب العراقي في إطار برنامج المصالحة الوطنية، فيما اجتمع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مؤخرا بممثل قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي المقرب من سورية محمد رشاد الشيخ راضي في بغداد في سابقة غير معهودة. إلى ذلك، دعا خطيب شيعي أمس إلى رفض أي عودة لحزب البعث لأن «هذا الحزب وأعضاءه أجرموا بحق العراقيين لمدة 35 عاما». وقال حسين المرعبي أمام العشرات من المصلين في جامع الرحمن بالعاصمة العراقية بغداد «إن أي عودة للبعثيين للحياة السياسية واستلام المناصب في العراق مرفوضة، ولا نعتقد أن الحكومة وغيرها تريد ذلك لأننا نعتقد أن هؤلاء أجرموا بحق العراقيين لمدة 35 عاما، وحتى بعد سقوط النظام البائد أيضا اشتركوا مع تنظيم القاعدة والقوى الإرهابية من أجل قتل أبناء العراق». وأضاف أن «الشعب وصل إلى مستوى من الألم والأسى من البعثيين.. ليس هناك مصلحة إطلاقا باستقطابهم، ولا أعتقد أن أحدا يفكر بذلك، إضافة إلى أن هؤلاء لا تنسجم استراتيجيتهم وخططهم وأدبياتهم مع التعددية الحزبية، وأنهم تربوا على فن المؤامرة والانقلابات، وأن الذين أجرموا يجب تقديمهم إلى القضاء العادل، أما الذي لم يؤذ أحدا فيجب أن لا يعطى مناصب مهما تكن، لأنهم لم يندموا على أفعالهم القبيحة مهما كانت».

من ناحية ثانية، قال مصدر في شرطة ناحية الضلوعية بمحافظة صلاح الدين، التي مركزها تكريت، إن قوات من الجيش العراقي والشرطة المحلية اعتقلت 12 شخصا مشتبها بهم خلال عملية تفتيش عن متهم بارز، مشيرا إلى أن من بين المعتقلين أحد الصحافيين العاملين في المحافظة. وقال المصدر لوكالة «أصوات العراق»: «داهمت قوات من الجيش العراقي، الفوج الثالث، اللواء الرابع عشر وشرطة المدينة مساء أمس (الخميس) منطقة الجبور وسط الضلوعية، وفرضت حظرا للتجوال، وقامت بعمليات دهم وتفتيش للعديد من المنازل، واعتقلت 12 شخصا مشتبها بهم على خلفية البحث عن عنصر مهم مطلوب أمنيا ينتمي إلى تنظيم القاعدة ومتهم بعمليات خطف وقتل كثيرة، كان آخرها خطف وقتل اثنين من قوات الصحوة الأسبوع الماضي«. وأضاف «أن من بين المعتقلين الصحافي عبد الله ريس أحمد وأربعة من أشقائه، وهو يعمل محررا في صحيفة «الصدى» ومجلة «النبراس» في صلاح الدين، والصحافي المعتقل يعمل مسؤول قضاء بلد في جمعية الدفاع عن حقوق الصحافيين وهو شقيق نجم ريس رئيس تحرير صحيفة «المستقبل الجديد» الصادرة في صلاح الدين، الذي اغتيل على أيدي الجماعات المسلحة أواخر عام 2006.