نايف بن عبد العزيز.. قاهر الإرهاب ووتد خيمة الحج

الأمير نايف يرتشف شربة من ماء زمزم («الشرق الأوسط»)
TT

منذ أكثر من 34 عاما، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي الذي عين أمس نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، يذود بـ«بسالة المقاتل الشجاع»، عن أمن بلاده، ويقف بوجه كل من يحاول مس استقرارها، عبر موقعه على رأس الوزارة «الساهرة» كما أطلقت عليها إحدى اللوحات التشكيلية التي علقت على جدرانها من الداخل.

ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية في مايو (أيار) 2003، كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن والتي تصدى لها الأمير نايف، المولود في مدينة الطائف عام 1934، بما عرف عنه من رباطة جأش وحزم في التعامل مع كل من يلامس «الأمن» الذي يعتبر «خطا أحمر» بالنسبة له، لا يقبل الاقتراب منه.

وبات تعامل الأمن السعودي مع الإرهاب ودحره مضربا للمثال من قبل الغرب والعرب، وهو ما حدا بقيادات، وساسة، وأمنيين غربيين إلى الدعوة مرارا إلى الاستفادة من تجربة الأمن السعودي في التعامل مع الإرهاب.

تتلمذ الأمير نايف، الذي بدأ حياته السياسية وكيلا لإمارة منطقة الرياض في عام 1952، قبل أن يعين أميرا للمنطقة في العام الذي يليه، في مدرسة الأمراء، وتلقى التعليم على أيدي كبار العلماء والمشايخ.

وهو رجل محب وحريص على العلم والتعليم، وسعى طوال فترة توليه لوزارة الداخلية بتسليح أعضائها بالعلم والمعرفة من خلال برامج مكثفة ارتقت بأفراد الوزارة، وجعلت منها احد الأجهزة التي يفخر بها السعوديون.

ونتيجة لحب الأمير نايف للعمل الخيري، فقد أهله هذا الأمر لتولي العديد من الملفات الخاصة بهذا المجال، وقد لعب دورا بارزا في الإشراف على عمليات إغاثة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وتحديدا في الحربين الأخيرتين اللتين شنتهما إسرائيل على الجنوب اللبناني وقطاع غزة.

وتعكس مواقف الأمير نايف بن عبد العزيز، دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، وتجلى ذلك خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أنشئت عام 2000.

قبل وصول الأمير نايف على رأس وزارة الداخلية في عام 1975، كان نائبا للوزير خلال فترة الـ5 سنوات التي سبقت توليه هذه الحقيبة.

الأمير نايف بن عبد العزيز مسؤول يستمع بتمعن، ويعرف كل من تعامل معه من الإعلاميين أنه لا يوجد سؤال صعب لا يمكن طرحه على وزير الداخلية السعودي. رجل يجيب على كل اتصال من قبل الصحافيين، على الرغم من أن وزارته نجحت نجاحا كبيرا في استحداث المتحدث الرسمي للداخلية.

الأمير نايف رجل صريح ومباشر في تعامله مع وسائل الإعلام، يجيب عن الأسئلة، ويحرص على شرح الخلفيات حتى لو لم تكن للنشر، حيث يقول «أريدك أن تسمعها مني أفضل من أن تسمع الشائعات».

ودائما ما يستحضر عبارة «الرأي العام»، وهو ما يعكس حرصه على إطلاع الجميع على كافة المستجدات في كل القضايا، وهو ما جعل علاقته بالإعلام تتكلل بترؤسه سابقا للمجلس الأعلى للإعلام، وتوليه الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للإعلام والاتصال.

ويعتبر الأمير نايف وتد خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق. ولا يكتفي الأمير نايف بالتقارير الدورية التي ترفع له عن سير التحضيرات لموسم الحج، إذ يحرص وبشكل سنوي للوقوف بنفسه ميدانيا على تلك الاستعدادات.

كما يحرص على الاطلاع على التفاصيل الميدانية، حيث يقوم بجولة مطولة على كافة أصعدة المشاعر المقدسة، والاستماع للمختصين، ورغم كل ما يبذله من جهود لا يمكن أن تجد له تصريحا يقول فعلنا كذا وفعلنا ذاك، بل يفضل أن تتحدث الإنجازات عن نفسها. ولأنه رجل إنجازات فقد حصل الأمير نايف، على العديد من الأوسمة، أبرزها وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى، وهو أعلى وشاح يمنح في السعودية، إلى جانب العديد من الأوسمة؛ منها وشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين، ووسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا، ووسام الكوكب من مملكة الأردن، ووسام المحرر الأكبر من جمهورية فنزويلا، ووسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.