الناطق الرسمي باسم حماس يكشف عن تفاصيل اختبائه أثناء الحرب في غزة

برهوم: صديق «فتحاوي» أمن لي الحماية في منزله والعوامل اللوجستية لاستمرار عملي

TT

غير الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، الصورة التقليدية المعروفة عن الصراع المستمر بين حركتي فتح وحماس، وتحديدا في قطاع غزة، وكشف جانبا آخر في هذه العلاقة غير معروفه للكثيرين. وقال برهوم إن من خفايا الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، أنه اختبأ في اليوم الثاني للحرب في بيت صديق له، ينتمي لحركة فتح، وكان يعمل في الأجهزة الأمنية السابقة في القطاع، و«ينسق مع حكومة رام الله». وأكد برهوم خلال يوم دراسي حول الأداء الإعلامي في الحرب، نظمته وزارة الإعلام في الحكومة المقالة بقطاع غزة، أنه مكث في بيت صديقه الفتحاوي، الذي أمّن له الحماية، بالإضافة إلى العوامل اللوجستية الضرورية لاستمرار عمله طوال الأيام التي سبقت الاجتياح البري للقطاع.

وقال برهوم إن صديقا آخر من حركة فتح، انضم لهما وقام أيضاً بتقديم يد العون والمساعدة، بل عمل مرافقا لبرهوم وقت الحرب.

وأثار كلام برهوم تصفيق الحضور، في دلالة على توق الفلسطينيين لمصالحة بين الحركتين الأكبر على الساحة الفلسطينية، لإنهاء انقسام مستمر منذ منتصف 2007.

وخرج برهوم عن عادته كناطق رسمي«متعصب» لحماس، وقال انه أثناء الحرب قبل أن يقوم بإلقاء بيان باسم حركة حماس، بحث عن راية خضراء ليضعها خلفه، إلا أنه لم يجد إلا راية صفراء مكتوب عليها كلمة العاصفة،(راية حركة فتح) فطلب منه الجميع أن يضعها خلفه، لكنه قال لهم ممازحاً، «سيظن العالم الآن أن فوزي برهوم تحول ليصبح ناطقاً باسم فتح». ثم فضل أن يظهر دون راية» كون القضية هي قضية فلسطين والأطفال الذين يطحنون بآلة الحرب الإسرائيلية، وليست قضية رايات أو أحزاب».

وتحدث برهوم عن عدة مواقف أخرى صعبة تعرّض لها خلال الحرب، ومنها قصف منزل مجاور للمنزل الذي آوى إليه، وكيف انه لم يغادر رغم التحذيرات وبقي في المنزل الذي لم يقصف.

ومن بين المواقف أيضا، قال برهوم إنه أثناء استعداده لإلقاء بيان رسمي، تلقى رسالة قصيرة عبر جهازه الجوال تفيد بأن ابنه الأكبر بهاء قد أصيب بجراح حرجة وأنه بالمستشفى، وقال برهوم «هذا كان من أصعب المواقف الإنسانية والشخصية التي تعرضت لها أثناء عملي».

أما الموقف الثالث، والأخطر، فانه في أول أيام الاجتياح البري، وعندما تقطعت السبل بالسكان، وانهارت شبكات الاتصال وانقطعت الكهرباء، ظن برهوم ورفيقه والناطق باسم الحركة أيضاً إسماعيل رضوان، أن الدبابات الإسرائيلية باتت عند أبواب الأبراج السكنية بغزة، واعتقدوا أنهم سيخرجون لإلقاء خطبة الوداع، إلا أنهم اكتشفوا أن «الأمور كانت بالواقع أقل ضرراً، وخرجنا بعد وقف إطلاق النار لنلقي بيان النصر من فوق جبل الريس، كما وعدنا سابقاً سكان قطاع غزة». وبرغم التوترات الكبيرة التي شابت العلاقة بين حركتي فتح وحماس إلا أن ما جاء به برهوم، لا يذكر، أمام تاريخ من العمل المشترك بين الفصيلين تجلى في تنفيذ عمليات مشتركة في غزة والضفة وفي إسرائيل، حتى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية كانت تتهم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بدعم حركة حماس والتستر على نشطائها.