تدريب عسكري ضخم لمواجهة «هجمة صواريخ إيرانية» يشارك فيه كل المواطنين في إسرائيل

أطلق عليه اسم «نقطة انعطاف - 3» في إطار الخطة لمنع طهران من تطوير السلاح النووي

TT

كشف النقاب في تل أبيب، أمس، أن الجيش الإسرائيلي وجميع الأذرع الأمنية ستقيم تدريبا شاملا لمواجهة خطر «هجمة صاروخية إيرانية على إسرائيل»، هو الأكبر والأضخم في تاريخ الدولة العبرية، وسيشارك فيه جميع المواطنين من قريات شمونة والمطلة في أقصى الشمال وحتى إيلات في أقصى الجنوب.

وسيقام التدريب خلال 5 أيام (من 31 مايو/ أيار وحتى 4 يونيو/حزيران) المقبل، وستكون ذروته في اليوم الثاني من يونيو (حزيران) المقبل، حيث تسمع في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وتسمع بعدها أصوات انفجارات هائلة، وسيكون على المواطنين أجمعين أن يدخلوا إلى الملاجئ العامة أو غرف الباطون المسلح القائمة في كل بيت أو الاحتماء في الأماكن المناسبة الأخرى مثل بيوت الدرج ومواقف السيارات العمومية. وقد أطلق على هذه التدريبات اسم «نقطة انعطاف ـ 3»، كونها تهدف إلى استكمال التحضيرات لمواجهة الخطر الإيراني. وهي مبنية على التقديرات التي تشير إلى أن هناك خطرا بأن تشتعل حرب مباشرة مع إيران في إطار الخطة لمنعها من تطوير السلاح النووي. وهي تقدر بأنه في حالة فشل الجهود الأميركية والأوروبية لوقف برنامج التسلح النووي الإيراني، فإن الغرب سيلجأ إلى الخيار العسكري وهذا سيدفع إيران إلى الانتقام من إسرائيل بالذات. كما تأخذ بالاعتبار احتمال أن «تضطر إسرائيل لمواجهة الخطر النووي الإيراني لوحدها فتقصف مواقع المفاعل النووي وترد عليها إيران بهجمة صاروخية تغطي كل أنحاء إسرائيل». وعليه، فإن التدريبات المذكورة تهدف إلى فحص مدى قدرة المجتمع الإسرائيلي على امتصاص هجمة كهذه وتلقيها بأقل ما يمكن من الخسائر.

وتشتمل التدريبات على افتراض أن تترافق الهجمة الصاروخية من إيران مع هجمتين مشابهتين من لبنان (حزب الله) وقطاع غزة (حماس)، وكذلك مع عدد من العمليات التفجيرية التي قد ينفذها فلسطينيون في تل أبيب وإيلات والقدس وغيرها من البلدات الإسرائيلية. وتبنى هذه التدريبات أيضا على أساس الافتراض بأن صواريخ ستسقط على مصانع تكرير البترول في خليج عكا وتحدث آفة بيئية خطيرة تنتشر خلالها السموم الكيماوية في الأجواء، أو على مؤسسات حكومية، بما في ذلك مكتب رئيس الحكومة والكنيست والوزارات والمدارس وسائر المؤسسات العامة، وستخصص التدريبات لهذه المؤسسات بالتفصيل. وستشارك قوات الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ التدريبية ومعها الشرطة والاطفائية والإسعاف. ويذكر أن إسرائيل شهدت في السنة الماضية تدريبات واسعة قيل إنها الأكبر في تاريخ إسرائيل (نقطة انعطاف ـ 2)، لكن سكان إسرائيل المدنيين لم يشاركوا فيها يومها. وهذه المرة يشارك جميع المواطنين من دون استثناء. وقد أعلن عن هذه التدريبات، أمس، سوية مع الإعلان عن نجاح التجارب العسكرية على «القبة الحديدية»، حيث تم تطوير صواريخ قادرة على تدمير عدة صواريخ «قسام» و«غراد» من نفس نوع الصواريخ الفلسطينية التي كانت قد أطلقت من قطاع غزة، والتي تعتبر بدائية وقصيرة المدى (حتى 6 كيلومترات).