بوتفليقة للمسلحين: لا نحمل ضغينة ضدكم.. لكن الجزائر لن تستسلم لكم

زار قلب معاقل «القاعدة» ودعا إلى وضع السلاح في مقابل الاستفادة من إبطال المتابعات القضائية

طفلة جزائرية تحمل صورة للرئيس بوتفليقة في جولة له في مدينة تيزي وزو أمس (إ.ب.أ)
TT

قال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال زيارة في إطار حملة انتخابات الرئاسة، قادته إلى قلب معاقل القاعدة إن الدولة «لا تحمل أية ضغينة للذين ألحقوا الأحزان بالجزائر، إذا ما أرادوا الالتحاق بالمجتمع». وفي سياق ذي صلة، قتل الجيش 6 من عناصر التنظيم الإرهابي في عملية عسكرية جنوبي العاصمة.

التقى بوتفليقة المترشح للانتخابات الرئاسية، أمس، أنصاره في مدينة تيزي وزو كبرى مدن منطقة القبائل وهي في نفس الوقت، أحد معاقل تنظيم القاعدة، فحدثهم عن الوضع الأمني المتدهور بها وعن حساسية سكان القبائل تجاه السلطات لدواع سياسية وتاريخية. ومن بين ما قاله في اللقاء الذي جرى بدار الثقافة بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة: «يتعين علينا أنا وأنتم توجيه نداء أخوي للذين ألحقوا الأحزان بالجزائر بسبب الإرهاب، إننا لا نحمل لهم أية ضغينة أو حقد إذا ما أرادوا الالتحاق بالمجتمع». وهو خطاب موجه لعناصر القاعدة المتواجدين بكثرة في ولاية تيزي وزو، يدعوهم إلى وضع السلاح في مقابل الاستفادة من إبطال المتابعة القضائية في إطار «المصالحة» التي زكاها الجزائريون بأغلبية واسعة في استفتاء نظم عام 2005.

غير أن خطاب التهدئة الذي برز في خطاب بوتفليقة، سرعان ما أرفقه بتصريح ناري تجاه المسلحين في نفس الخطاب الذي كان يستمع إليه العديد من أنصاره، حيث قال: «إن الشعب الجزائري والجيش الوطني الشعبي، وعناصر الدفاع الذاتي ومصالح الأمن هم هنا للإجابة عليهم»، يقصد أن المتشددين الإسلاميين الذين يرفضون اليد الممدودة إليهم، يعرضون أنفسهم لنيران أسلحة قوات الأمن التي تطاردهم من دون هوادة منذ أكثر 10 سنوات. ورفع بوتفليقة من مستوى تحدي الجماعات المسلحة بقوله: «لا يمكن للجزائر تحت أي ظرف أن تعيش اللاأمن والإرهاب والخوف، ولا يمكنها أن تستسلم وإلا لكانت فعلته خلال أكثر من 130 سنة من الاحتلال الفرنسي».

ووصف الرئيس المترشح زيارته إلى تيزي وزو بـ«التاريخية»، حيث غالبا ما يرفض سكان القبائل زيارة الرؤساء المتعاقبين. وشهدت مدن المنطقة منذ الاستقلال (1962) مواجهات عنيفة مع قوات الأمن خلفت قتلى وجرحى، على خلفية المطالبة بالاعتراف بالهوية الأمازيغية. وشن بوتفليقة هجوما على دعاة الحكم الذاتي بالمنطقة دون ذكرهم بالاسم، حيث قال: «لا أتصور أبدا الجزائر بدون منطقة القبائل، ولا منطقة القبائل دون الجزائر التي لن تقبل الانقسام أبدا، وتتمسك بوحدتها الوطنية». وقرأ مراقبون كلامه على أنه موجه لتنظيم سري يدعى «حركة الحكم الذاتي بالقبائل» الذي يقوده المطرب الأمازيغي فرحات مهني.

إلى ذلك، قتل الجيش الليلة ما قبل الماضية 6 من عناصر القاعدة في بلدة «حمام لوان» جنوبي العاصمة. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن الجيش كان بصدد تمشيط منطقة جبلية كانت منتصف تسعينات القرن الماضي، معقلا لـ«الجماعة الإسلامية المسلحة»، وخلال تقدم عناصره نحو سفح الجبل باغتتهم نيران مسلحين. وقد اندلع اشتباك عنيف بين الطرفين أسفر عن مقتل 6 من عناصر المجموعة المسلحة. وذكر المصدر أن مصالح الأمن «تعتقد أن مسلحين آخرين تمكنوا من الهرب». ونقلت قوات الأمن جثث المسلحين الستة إلى مستشفى البليدة (50 كلم جنوب العاصمة) للتعرف على هوياتهم.