الرئيس التركي ينفي معارضة بلاده ترشيح رئيس الوزراء الدنماركي لمنصب الأمين العام للناتو

أكد في ختام زيارة لبروكسل أن طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي طويل ولكنه يسير إلى الأمام

TT

نفى الرئيس التركي عبد الله غل أن تكون بلاده قد جمدت ترشيح رئيس الوزراء الدنماركي أندرياس فوغ راسموسن، لقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلفاً للأمين العام الحالي ياب دي هوب شيفر الذي تنتهي مهمته في النصف الثاني من العام الحالي.

وقال غل في مؤتمر صحافي عقده في بلجيكا عقب لقائه برئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو: «ما يهمنا هو مرشح يستطيع القيام بمهمة القيادة في الحلف ويعمل على تحقيق أهدافه»، مؤكدا أن هناك مشاورات تجري حاليا من أجل التوافق على مرشح.

ويُعرف أن تركيا كانت قد أبدت تحفظات على إمكانية ترشيح رئيس الوزراء الدنماركي لتولي منصب الأمين العام للناتو، بسبب رفضه الاعتذار عن نشر صحيفة من بلاده صورا كاريكاتورية اعتُبرت مسيئة للإسلام عام 2005.

واختتم الرئيس التركي عبد الله غل زيارته إلى بروكسل التي استغرقت يومين، وشارك في قمة العمل الأوروبية 2009، وألقى كلمة تناول خلالها ملف محاولات بلاده، الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي واعتبر أن توسيع الاتحاد سوف يساهم في انتعاش اقتصادي أسرع في القارة. وأجرى غل محادثات مع المسؤولين في الحكومة البلجيكية، وحضر أيضا فعاليات تمثل الجالية التركية في بلجيكا والدول المجاورة. ووصف الرئيس التركي محادثاته مع رئيس المفوضية الأوروبية بـ«الودية»، مشيرا إلى توازي الخطين السياسيين التركي والأوروبي خاصة لجهة الملفات العالمية مثل الشرق الأوسط والعراق وأفغانستان والقوقاز، وقال: «نعمل على معالجة هذه الملفات تحقيقا لمصالحنا ومصالح الأوروبيين المتوافقة». وتطرق غل إلى مفاوضات انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، فأقر بأنها «عملية صعبة وطويلة الأمد ولكنها تسير إلى الأمام». وأشار إلى أن بلاده قدمت برنامجها الوطني للإصلاح وتعمل على تنفيذه، واعدا الأوروبيين بالاستمرار، بل والتسريع، في وتيرة الإصلاحات من أجل التأقلم مع المعايير الأوروبية.

من جانبه أكد رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو على تمسك الاتحاد ودعمه لوحدة أراضي تركيا وسيادتها الوطنية واستقلالها. وأشار باروسو إلى أن الاتحاد يدعم السيادة التركية بقدر دعمه للتنوع الثقافي والعرقي والديني في البلاد، وقال: «لا بد من الاعتراف بهذا التنوع». وأكد أن الاتحاد الأوروبي رحب بسماح الحكومة التركية لقنوات تلفزيونية تبث باللغة الكردية على مدار الساعة. وشدد باروسو على تمسك الاتحاد الأوروبي بحرية الصحافة وحرية التعبير والحريات الدينية بوصفها القيم الأساسية التي يؤمن بها ويعتبرها من دعائم الديمقراطية الأساسية، وأوضح أن مسألة الانضمام «ليست محل شك» من قبل الاتحاد الأوروبي. وقال إن بعض المشاكل العالقة تلقي بـ«ظلال سلبية» على عملية سير التفاوض. وأضاف: «مع ذلك نعتبر أن هذه العملية تسير سيرا حسنا وننوي فتح باب التفاوض بشأن فصلين جديدين تحت لواء الرئاسة التشيكية الحالية» للاتحاد الأوروبي. ونوه باروسو بالدور الهام الذي تلعبه تركيا على الصعيد الإقليمي، خاصة لجهة دورها في عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز الاستقرار في القوقاز وتحقيق أمن الطاقة ومحاربة الإرهاب وكذلك مواجهة الأزمة المالية العالمية، وقال: «نريد العمل بشكل أوثق وأكثر تنسيقا مع الأتراك على كل هذه الملفات تحقيقا للمصلحة المشتركة».