المكسيك تطالب بمليارات الدولارات لمحاربة عصابات المخدرات.. وواشنطن تدعوها لتنظيف الشرطة والقضاء

كلينتون: أعمال العنف على الحدود تهدف إلى بث الرعب وتهديد الحدود المشتركة

TT

طلبت المكسيك مليارات الدولارات من الولايات المتحدة لمساعدتها في محاربة مافيا المخدرات على الحدود المشتركة بين البلدين، في وقت تزور فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المكسيك لمناقشة «الحرب على المخدرات». وقال الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون: «لا بد من إنفاق أموال لمحاربة المخدرات، تعادل الأموال التي ينفقها الأميركيون الذين يستهلكون المخدرات، وتذهب إلى جيوب المجرمين والمهربين». وقال كالديرون: إن المكسيك تحتاج إلى ما بين عشرة مليارات دولار و35 مليار دولار، لمحاربة العنف على الحدود الناجم عن الاتجار بالمخدرات. وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أنها رصدت مبلغ 184 مليون دولار لتمويل برنامج من أجل تأهيل وتدريب حوالي 360 من رجال الأمن لمراقبة الحدود بين البلدين. ووعدت كلينتون، التي أنهت الليلة قبل الماضية زيارة إلى المكسيك، تقديم مساعدات لجارتها الجنوبية لمساعدتها في كبح جماح أعمال العنف قرب حدود البلدين، والمرتبطة بتجارة تهريب المخدرات، التي وصفتها كلينتون بأنها «لا تطاق». لكن كلينتون قالت: إن على المكسيك أن تؤدي «واجبها لتطهير وتنظيف جهازي الشرطة والقضاء». وقالت إن أعمال العنف تهدف إلى بث الرعب في المكسيك وتهديد الحدود المشتركة بين البلدين. وأقرت بأن الطلب على المخدرات في أميركا يشعل الحرب على حدود البلاد الجنوبية. وأدت أعمال العنف على الحدود المشتركة بين ولاية تكساس الأميركية والمكسيك، إلى مقتل تسعة آلاف شخص خلال السنتين الأخيرتين. وقالت المصادر الأميركية إن 6300 شخص قتلوا السنة الماضية، بسبب سيطرة عصابات المخدرات على الحدود، مما أدى إلى هروب الاستثمارات، وعزوف السياح عن زيارة المنطقة. ويعتقد أن عصابات تهريب المخدرات تنشط في 230 مدينة أميركية. وقالت كلينتون، خلال لقاء مع طلاب إحدى الجامعات في شمال المكسيك: «هذا الوضع لا يطاق بالنسبة للمواطنين الملتزمين بالقانون في المكسيك، وبالنسبة لبلادي أو لأصحاب الضمائر الحية في كل مكان». وأضافت: «الولايات المتحدة تقر أن تهريب المخدرات ليس فقط مشكلة مكسيكية، لكنها أيضا مشكلة أميركية». ويقول المسؤولون في المكسيك: إن الإدارات الأميركية المتعاقبة فشلت في تقدير حجم ومسؤولية المخدرات في اندلاع أعمال العنف. وكانت العصابات المدججة بأسلحة مهربة من أميركا، تعمد إلى قطع رؤوس الأشخاص المناهضين لها، ورميهم في الشوارع.

ودعت كلينتون الطلاب إلى الدفع بالمزيد من الإصلاحات الديمقراطية في البلاد، ومحاربة الفساد، بالتزامن مع محاربة عصابات المخدرات. وقالت: إن المكسيك تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الحرب، وأضافت: «من المهم للشباب في المكسيك الذين يملكون قوة كبيرة الآن تعزيز الديمقراطية في البلاد، والعمل من أجل المزيد من الإصلاحات ومكافحة الفساد أينما وجد». وقالت أيضا: «الشباب المكسيكي يمكن أن يتحول إلى قوة تحول وتغيير في هذه الظرفية الحرجة من تاريخ بلادكم، وأدعوكم إلى الانضمام إلى الأصوات التي تطالب بالتغيير». وكانت وزارة الخارجية الأميركية حملت الفساد في المكسيك، المسؤولية الأولى في عرقلة محاربة المخدرات.