تركيا تعيد إبداء تحفظها على تسليم رئيس وزراء الدنمارك رئاسة الناتو

بعد يوم على تأكيد الرئيس غل عدم معارضة بلاده تعيين راسموسين

TT

عادت تركيا من جديد لإبداء تحفظها الشديد إزاء ترشيح رئيس وزراء الدنمارك أندريه فوج راسموسين لشغل منصب أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو). وذكر راديو كوبنهاغن صباح أمس أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أكد هذه التحفظات هاتفيا في حديث مع تلفزيون «إن.تي.في» الدنماركي متناقضا في ذلك مع تصريحات الرئيس التركي عبد الله غل، التي أشاد فيها أول من أمس براسموسين ووصفه بأنه «واحد من أنجح رؤساء الوزراء في أوروبا».

وسيتنحى الأمين العام الحالي للحلف، الهولندي ياب دي هوب شيفر في 31 يوليو (تموز)، ومن المتوقع أن يجري تعيين خليفة له في قمة للحلف تعقد يومي الثالث والرابع من أبريل (نيسان). وقال أردوغان إنه تحدث إلى راسموسين هاتفيا أول من أمس، وأبلغه أن الشعب التركي غاضب من موقفه أثناء خلاف دار عام 2006 بشأن الرسوم المسيئة للنبي محمد، التي نشرت في صحيفة دنماركية.

ورفض راسموسين الاعتذار عن نشر هذه الرسوم التي أثارت أعمال شغب وهجمات على السفارات الدنماركية في عدد من الدول الإسلامية. ودافعت بعض الحكومات الغربية عن نشر الرسوم المسيئة باسم حرية التعبير. وقال أردوغان لمحطة «ان.تي.في» في وقت متأخر من مساء أمس: «ظهر رد فعل خطير جدا في دول فيها سكان مسلمون خلال أزمة الرسوم المسيئة». وعن تعيين راسموسين، قال: «بدأت هذه الدول تتصل بنا وتبلغنا ألا نسمح لذلك أن يحدث».

ولم يقل أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية ذي الأصول الإسلامية، بشكل مباشر، ما إذا كان سيستخدم حق النقض «الفيتو» ضد ترشيح راسموسين كأمين عام للحلف، وهو تعيين لا بد أن يتخذ بإجماع الدول الأعضاء. لكنه قال: «أنا أيضا زعيم حزب سياسي ولن أتناقض بالتأكيد مع مبادئ حزبي. أبلغته أن بوسعه أن يقدر ماذا يعني ذلك». كما قال إن تركيا استاءت من سماح الدنمارك لمحطة تلفزيونية موالية للأكراد من البث من أراضيها. ويساور تركيا القلق من أنه في الوقت الذي يواجه فيه حلف شمال الأطلسي مطالب متزايدة في أفغانستان، فإن أمينا عاما بهذا التوجه قد يؤثر على علاقة الحلف بالعالم الإسلامي.