مستشار الصحوات في العراق: الانضمام للصحوة لا يمنح حصانة

جدل حول محاسبة المتهمين ومخاوف من زعزعة الاستقرار

عادل المشهداني (إ.ب.أ)
TT

أجمعت الآراء على أن عملية الاعتقال التي حصلت لقائد صحوة منطقة الفضل السبت الماضي لم تكن في وقتها المناسب من قبل الحكومة، لا سيما مع دعوات الأخيرة إلى المصالحة الوطنية. وفي الوقت الذي تشهد فيه منطقة الفضل في بغداد هدوءا نسبيا، فرضت معه القوات الأمنية العراقية إجراءات أمنية مشددة حول المدينة بعد اعتقال قائد صحوة الفضل عادل المشهداني وأحد مساعديه من قبل قوة عراقية خاصة. وطالب مثال الالوسي، النائب في البرلمان وعضو لجنة المصالحة، حكومة العراق على توخي الحذر. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الملف الأمني ما زال غير مستقر بسبب سوء الخدمات وكذلك بسبب النعرات الطائفية التي تسود البلاد». واعتبر أن «أسلوب معالجة الحكومة لأحداث منطقة الفضل يدل على ضعف وارتباك للرأس السياسي. وأضاف: «أمر عجيب أن تكون هناك مذكرة اعتقال تزج معها الحكومة بكل هذه القطع من الدروع، إن الأمر تحفه مخاطر كبيرة، سيما زج الجيش العراقي في مهام داخلية بعيداً عن مهامه الأساسية بحماية حدود البلاد والحد من حجم التدخلات الخارجية. ووصف الإجراء الأخير بأنه «لا يدل على عمل مؤسسات وإنما يدل على ردود فعل مرتبكة، وبالتالي من يسعى للمصالحة يجب أن يكون قويا في طروحاته وتنظيمه للأمور، والمصالحة بدورها تعطي انطباعا بأنه يجب أن تكون الحكومة حريصة على تدبر أمورها». ومن جهته، أوضح أبو عزام، مستشار عام الصحوات، أن قضية اعتقال قائد الصحوة في مدينة الفضل مبالغ به، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن«الموضوع أخذ أكبر من حجمه وقد تم تطويق القضية بشكل سريع»، لكنه أكد «أن هناك من يريد أن يصطاد بالماء العكر من خلال إثارة التوتر الذي هو ليس من صالح الوضع الأمني في البلاد». وحول أسباب الاعتقال، قال: «توجد بعض الإشكالات القديمة لبعض عناصر الصحوة ومنهم المشهداني، والحكومة تعكف الآن على التحقيق بالموضوع»، مشيراً إلى أن «الانضمام للصحوات لا يعطي حصانه للذين ينخرطون بها، سيما أننا نعارض مسألة القضايا الكيدية التي ترفع ضد عناصر الصحوة». وتابع: «ما المانع من التحقيق مع أشخاص ارتكبوا مخالفات يحاسب عليها القانون»، مشدداً على «أن الوظيفة لا تعطي أي حصانة لصاحبها» ومبيناً بان «القضية في طريقها إلى الحل قريباً». إلى ذلك أكد رياض محمد حسن، عضو قيادة إسناد الصحوة في اللطيفية، أن سوءاً للفهم حصل فيما يخص اعتقال قائد صحوة الفضل وقال لـ «الشرق الأوسط» «يوجد سوء فهم، فإن المشهداني الآن مدان وليس متهماً» وشدد على «أن بعض الجهات السياسية وجهات أخرى (لم يسمها) أساءت التصرف بضغطها من أجل اعتقال المشهداني». واعتبر «أن عملية الاعتقال جاءت في توقيت سيئ، سيما أن الوضع الأمني قد استقر بشكل ملحوظ عن السابق». وأشار إلى أن «أطرافا عديدة تريد أن تعيد البلاد إلى حال عدم الاستقرار». ومن جانبه أكد عبد الكريم خلف، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن هناك العديد من العناصر لا تمثل الصحوة. وقال لـ«الشرق الأوسط» "إن العملية التي قامت بها القوات الأمنية كانت ضد أشخاص لا يمثلون الصحوة» لافتاً إلى أن «ردة فعل حصلت على إثر اعتقال عادل المشهداني من بعض أفراد مجموعته، لكن الموضوع الآن تم احتواؤه والعديد من عناصر الصحوة ألقت أسلحتها». وساهمت مجالس الصحوة بدرجة كبيرة في تطهير العديد من مناطق بغداد والمحافظات من بقايا هذه الجماعات، وشكلت وحدات مجالس الصحوة من أبناء تلك المناطق وبالاتفاق مع القوات الأميركية.