أوباما في أول جولة خارجية: تحديات صعبة أبرزها إثبات قدرته على قيادة العالم

أكد أن القوات الأميركية ستشن ضربات في الأراضي الباكستانية ولن تدخلها

TT

يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع إلى إقناع حلفائه الأوروبيين بالطموحات الكبرى التي تتميز بها رئاسته الفتية خلال سلسلة من اجتماعات القمة المفصلية مع رؤساء كبرى دول العالم وخلال محطة في تركيا، إلا أن مهمته لن تكون بالسهلة ولن يلاقي ترحيبا على كل الجبهات، خصوصا بعدما هزت الأزمة المالية العالمية صورة الولايات المتحدة كزعيمة للعالم.

وسوف يسعى الرئيس الأميركي لحث الحلفاء الأوروبيين على تأييد استراتيجيته الجديدة لأفغانستان بإبلاغ شركائه في حلف شمال الأطلسي أن أمنهم قد يكون في خطر إذا وقع هذا البلد في فوضى. وسيسعى أوباما في أولى رحلاته الرئاسية الكبرى ـ بعدما أمضى أول شهرين من رئاسته في بلاده ـ للعب دور محرك في التصدي للانكماش الاقتصادي أيضا إلى جانب الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان.

ويبدأ أوباما رحلته بمحطة في لندن، حيث سيشارك في قمة مجموعة العشرين، الخميس، قبل أن يتوجه إلى فرنسا وألمانيا بمناسبة الذكرى الستين لقيام حلف الأطلسي، ثم إلى براغ حيث يشارك في اللقاءات الأميركية الأوروبية، وأخيرا في تركيا.

كذلك، سوف تكون هذه الجولة أول فرصة تتاح لأوباما من أجل أن يصحح صورة الولايات المتحدة في العالم. ففي حال لاقى ترحيبا في أوروبا، تعهد أوباما باللجوء إلى التشاور في قضايا السياسة الخارجية بدرجة أكبر من سلفه الجمهوري جورج بوش. وتأمل إدارته أن تزيد شعبية أوباما في الخارج من إبراز مسعاه للحصول على تأييد أكبر لأفغانستان.

وقبيل قمة الحلف مباشرة، كشف أوباما عن خطة لأفغانستان كما وسع استراتيجيته لتشمل باكستان ووضعت على رأس الأولويات إلحاق الهزيمة بمتشددي «القاعدة» الذين قال إنهم يتآمرون لشن هجمات جديدة على الولايات المتحدة. وسيرسل أربعة آلاف جندي أميركي إضافي للمساعدة في تدريب الجيش الأفغاني، وسيضيف مزيدا من الأفراد المدنيين للمساعدة في التصدي لمشكلات مثل ازدهار تجارة المخدرات والفساد الحكومي. لكن أوباما أكد أن التعاون الدولي حاسم لنجاح خطته، ووعد بنقل الرسالة إلى أوروبا حيث بدأ صبر مواطنيها ينفد بشكل متزايد تجاه العملية في أفغانستان. وسيغتنم أوباما المحطة الأولى من جولته في لندن حيث سيحضر قمة مجموعة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين، لعقد أول لقاء له مع الرئيسين الروسي والصيني.

وسيغادر بعدها الجمعة إلى ستراسبورغ في فرنسا ثم ألمانيا للمشاركة في قمة لحلف الأطلسي. كما سيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل وسيشارك في جلسة أسئلة وأجوبة مع طلاب حول مستقبل حلف الأطلسي.

والأحد المقبل، يشارك أوباما في براغ في القمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسيلقي خلالها خطابا يلقى ترقبا شديدا حول انتشار الأسلحة النووية. كما أفاد مستشاروه أنه سيلتقي هناك القادة التشيكيين. وأخيرا يزور الرئيس الأميركي أنقرة واسطنبول ليؤكد على الدور الاستراتيجي الحيوي الذي تضطلع به تركيا.

ورغم الشعبية الكبيرة للرئيس الأميركي حول العالم، إلا أن التحديات التي ستواجهه خلال جولته الخارجية لن تكون بالقليلة. فهو سيواجه بالدرجة الأولى تحفظات حول الرأسمالية على الطريقة الأميركية فضلا عن مقاومة للحلول الاقتصادية التي ارتآها لمعالجة الأزمة العاتية التي تعصف ببلاده. كما أنه سيكون أمرا فائق الصعوبة بالنسبة إليه أن يقنع الدول الأعضاء في الناتو بزيادة عدد جنودها في أفغانستان. ومن المستبعد جدا أن يعود بمكاسب جديدة في ما يتعلق بسياسته فتح حوار مع إيران بعد الرد البارد من جانب طهران كما ستكون لقاءاته مع الرئيسين الروسي والصيني اختبارا لمدى قدرته على قيادة العالم.

قبيل بدء جولته الخارجية، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث تلفزيوني إن القوات الأميركية ستشن ضربات على أهداف لمسلحين داخل باكستان إذا لزم الأمر، إلا أنه قال إن القوات الأميركية على الأرض لن تقوم بمطاردة المسلحين عبر الحدود الأفغانية. وقال أوباما في مقابلة بثتها شبكة «سي.بي. إس» الإخبارية في إشارة إلى الضربات الصاروخية الأميركية ضد المسلحين «لم أغير أسلوبي». وأضاف «إذا علمنا بوجود هدف مهم وبعد التشاور مع باكستان، فإننا سنستهدفه».

كذلك، أكد أوباما أنه لا ينوي تسريع انسحاب القوات من العراق، مؤكداً أنه حتى وإن تقدم هذا البلد «في الاتجاه الصحيح» فهو سيظل بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة. وقال أوباما إن «الخطة التي وضعناها للعراق جيدة»، مؤكداً «ثقته» بهذه الخطة.